"كورونا"والسوشيال ميديا..!
نشر بالاهرام صباح الأربعاء 18- 3- 2020
حالة الهلع من "كورونا" أصبحت مسيطرة، الآن، على وسائل التواصل الاجتماعى (السوشيال ميديا)، فالكل أصبحوا خبراء، ويُفتون بغير علم، والجميع يتهم الآخرين بالتقصير، وكأننا لسنا فى مركب واحدة.
"كورونا" وباء عالمى، ولا يخص دولة، أو حتى قارة، بعينها، وجميع الدول فى "الهم" سواء، بدءا من أمريكا، التى كانت تعتقد أنها بعيدة عنه، وانتهاء بالصين،الموطن الأول، الذى ظهر فيه المرض، وتفشى..
الغريب أن "كورونا"مازال يذهب بعيدا عن فك شفرته، ولا أحد، على وجه اليقين، يملك تفسيرا قاطعا، ودواء محددا، بخصوصه، وإنما لاتزال كلها اجتهادات، وافتراضات، ومازال العلماء يجتهدون فى المعامل، على أمل فك شفرته، والتوصل إلى علاج، أو مصل، والمشكلة فى الوقت..
فى اعتقادى، أن ما يحدث فى أوروبا، خاصة إيطاليا، يُبعِث على الرعب، وزاد من حالة الرعب؛ حديثبوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى، المتشائم للغاية، بشأن "كورونا"..
من الضرورى، عدم الإنصات لأحاديث "السوشيال ميديا"، فى هذه المرحلة، وتوخى الحذر فى التعامل معها، لأنها قد تؤدى إلى تدمير الثقة، والمصداقية..
الدولة المصرية جادة فى التعامل مع الموقف بكل الخيارات، فى كل الاتجاهات، طبقا لطبيعة الموقف، والمستجدات، وآخرها توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكومة بتعليق الدراسة فى الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين، اعتبارا من أمس، وذلك فى إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أى تداعيات محتملة لفيروس "كورونا"، كما وجه السيد الرئيس بتخصيص 100 مليار جنيه لتمويل هذه الخطة، وما تتضمنه من إجراءات احترازية، وليس هناك ما يتم إخفاؤه، فالموضوع لا يخص مصر وحدها، فمصر، بحمد الله، مازالت من أقل الدول المتضررة، وإن شاء الله، مع تحسن الأحوال الجوية، وارتفاع درجة الحرارة، من المتوقع أن تكون الأمور أفضل.
فقط، يجب التعامل بحذر مع "السوشيال ميديا"، وعدم الإنصات إلى الشائعات.".