ادعم عمال اليومية
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 7- 4- 2020
أعتقد أن أهم مبادرة أطلقها الاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية ببورسعيد، والتى أشرت إليها أمس، هى مبادرة "ادعم عمال اليومية"، وفتح "حساب بنكى" مخصص لها، يكون تحت تصرف المحافظة.
أتمنى تعميم تلك المبادرة فى كل المحافظات، بالتنسيق بين الجمعيات الأهلية فيها، ومحافظها المختص، لأن كل محافظة أكثر معرفة، وإلماما، بشئون العمالة فيها.
ما فعلته الحكومة، وقامت به وزارة القوى العاملة، من صرف دفعات نقدية للعمالة اليومية، فى كل أنحاء الجمهورية، خطوة رائعة، وعظيمة، لكنها تحتاج إلى تكاتف إقليمى، ومحلى، من خلال المحافظات، لأن دفعة نقدية واحدة لا تكفى، فى ظل هذه الظروف.
عمال اليومية مسئولية المجتمع كله، وعلى جميع أفراد المجتمع التكاتف، للتخفيف عنهم، فى تلك الظروف، وأعتقد أن تنظيم المساعدات أفضل من العمل الفردى.
عمل الخير الفردى عظيم، لكن مشكلته أنه غير منظم، وتحدث به فجوات كبيرة دون قصد، بمعنى أن هناك الكثيرين ممن "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" يرفضون الوقوف على أبواب هذا، أو ذاك، فى حين أن هناك محترفين يجيدون الوقوف على كل الأبواب، ومن هنا تأتى أهمية أعمال الخير المنظمة، من خلال الجمعيات الأهلية، أو المبادرات المقترحة، مثل مبادرة "ادعم عمال اليومية"، فى المحافظات المختلفة.
ميزة هذه المبادرات أنها سوف تكون لديها قاعدة بيانات مهمة، للتعامل مع هذه الفئة، التى تعمل باليومية، وبالتالى تصلح أن تكون قاعدة بيانات دائمة، يتم استخدامها فى مناسبات كثيرة، سواء أكانت أزمات- لا قدر الله- أم غيرها.
"كورونا" درس قاسٍ، والمهم أن يتحول إلى درس ملهم لنا، كأفراد، وشعوب، ودول، وأن نؤمن بقدرة الله عزوجل، وفى الوقت نفسه، نؤمن بقدرة العلم، والتخطيط، بعيدا عن العشوائيات، والفهلوة.
كذلك، من الممكن الاستفادة من خبرة صندوق "تحيا مصر"، فى إنشاء صناديق "ادعم عمال اليومية" بالمحافظات، والمهم، الآن، أن يتحرك رؤساء الاتحادات الإقليمية للجمعيات الأهلية فى المحافظات، بالتعاون مع السادة المحافظين، فالموضوع لا يحتمل التأجيل، أو التأخير.
عبدالمحسن سلامة