جدل الدفن
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 14-4
يرًا، حسمت وزارة الصحة الجدل حول دفن ضحايا "كورونا"، بعد أن قررت الوزيرة الدكتورة هالة زايد نقل المتوفين بسيارات هيئة الإسعاف, وقيام قطاع الطب الوقائى، بالمديريات, بالإشراف على عملية الدفن.
وزارة الصحة أوضحت أن جثامين المتوفين بالفيروس لا تنقل العدوى، مادام تم تطبيق جميع الإجراءات الوقائية على تلك الجثامين, مثلما كانت تُطبق على الحالة المتوفاة فى أثناء حياتها.
وزارة الصحة تأخرت فى حسم ذلك الجدل قليلا, لكن المهم, أنها أنهت ذلك الجدل, الذى كان سببا فى أزمات متعددة, كان أبرزها ما حدث فى قريتى "شبر البهو وميت العامل", والذى فجر الأزمة بعنف, وكشف عن الوجه القبيح لها, والذى واجهته الحكومة بكل قوة، بدءا من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذى اتصل بزوج الدكتورة الشهيدة سونيا عبدالعظيم عارف، وقدم له واجب العزاء، ومرورا بوزارة الداخلية، ورجالها المخلصين، الذين تدخلوا فى الوقت المناسب، وطبقوا القانون بكل قوة، وانتهاء بالدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، الذى أطلق اسم الطبيبة على مدرسة بالقرية.
ربما يكون الجانب الإيجابى للأزمة هو ظهور المعدن الأصيل للشعب المصرى كله, واستنكاره, وإدانته لكل من شارك فى مهزلة الدقهلية, وفى الوقت نفسه، أظهرت الدولة المصرية قوتها, وأنها لا تتهاون، أبدا، فى حق مواطنيها, ثم كان تحرك وزارة الصحة، الذى وضع النقاط فوق الحروف، وأنهى الأزمة إلى غير رجعة.
على الجانب الآخر، فقد كانت مشاهد المواطنين فى كفر الشيخ، أمس الأول، أكثر من رائعة، خلال استقبال جثمان أحد المتوفين بشكل حضارى، يتناسب مع كل الإجراءات الاحترازية، والوقائية، وهو المشهد ذاته، الذى حدث فى المنوفية، خلال استقبال "الممرض" العائد من الإصابة، حيث اصطف له أهالى الشارع، الذى يقطن فيه، واستقبلوه بالتصفيق، وشهادات التقدير.
محنة "كورونا" كشفت عن المعدن الأصيل للشعب المصرى، وفى الوقت نفسه، كشفت عن بعض العيوب الأخرى.. لكن المهم أن نستفيد من هذا الدرس.
عبدالمحسن سلامة