صلاة "الغائب" فى المنازل
نشر بالاهرام صباح الجمعة 17-4
كنت أتحدث مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف - الذى يقوم بجهد هائل، وعظيم، فى توعية المواطنين - تعليقا على ما حدث من بعض أهالى قرية "شبر البهو"، الذين وقعوا فريسة لأفكار بعض الجهلة، والمتخلفين, فوجدته شديد الاستياء مما حدث.
الدكتور مختار جمعة طرح فكرة رائعة؛ هى أن يقوم كل من يستطيع من المصلين، بعد صلاة العشاء، فى المنازل، بأداء صلاة "الغائب" على أرواح المتوفين، بشكل عام، الذين وافتهم المنية هذه الأيام من شهداء الشرطة أو بسبب "كورونا" أو وفاة عادية, نظرًا لتعذر إقامة صلاة الجنازة عليهم, وبذلك لو استجاب مليون مصلٍ لهذه الدعوة, فإن هؤلاء المتوفين يكون قد صلى عليهم مليون مصلٍ, فى حين لو كانت قد أقيمت صلاة الجنازة عليهم فلن يتجاوز عدد المصلين عليهم المئات.
فكرة عظيمة, من عالم مجتهد, ومتفتح, وأعتقد أنها سوف تكون تعويضا رائعا عن إقامة صلاة الجنازة على كل حالة على حدة.
التحرك الثلاثى, من شيخ الأزهر, ووزير الأوقاف, ومفتى الجمهورية, كان رائعا, ضد همجية من اعترضوا على دفن الطبيبة الشهيدة.
فشيخ الأزهر أدان الموقف, وأكد أنه بعيد كل البعد عن الأخلاق, والإنسانية, والدين, وبالقوة نفسها, أدان وزير الأوقاف تلك الأفعال الضالة, أما المفتى الدكتور شوقى علام, فقد أصدر بيانا رائعا, وصف فيه المتوفين بـ "كورونا" بأنهم شهداء, مشيرا إلى أن المتوفى, الذى يلقى ربه متأثرا بإصابته بفيروس بـ "كورونا" فهو فى حكم الشهيد عند المولى عز وجل لما عاناه من ألم وتعب, حتى لقى الله تعالى صابرا محتسبا, وهو ما ينطبق على كل المتوفين, فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين, الذين يواجهون الموت فى كل لحظة, فإن الامتنان والاحترام, والتوقير لهم واجب, والمسارعة بتكريمهم أوجب.
بيان عظيم, ورائع, من فضيلة المفتى, يعطى دفعة رائعة لكل المقاتلين ضد "كورونا", حتى يكلل الله جهود البشرية بالنصر على هذا "الوباء" - إن شاء الله.