د. عمرو عبدالسميع
نشر بالاهرام الاربعاء22/4/2020
الدكتور عمرو عبدالسميع كاتب وطنى متميز, ينحاز بشدة إلى قضايا الوطن, ولديه استعداد قتالى للدفاع عن وجهة نظره.
هو صحفى حتى النخاع، حيث انخرط فى مجال الصحافة منذ نعومة أظفاره، بسبب ارتباطه بوالده رسام الكاريكاتير الشهير، الفنان عبدالسميع عبدالله, ومبكرا عمل فى مجال الصحافة، وكان صحفيا متعدد المواهب, وعمل مديرا لمكتب الأهرام فى لندن, ومديرا لمكتبها فى واشنطن, وتولى العديد من المناصب داخل صحيفة الأهرام، وكان لديه الكثير من التلاميذ والمحبين، ولم يبخل قط بخبرته على أحد من تلاميذه أو غيرهم.
عملت معه فترة فى أثناء رئاستى لقسم التحقيقات فى الطبعة الدولية للأهرام، التى كان مشرفا عليها، ومنذ تلك الفترة، صارت هناك علاقة قوية ومتميزة تربط بيننا, وكانت تدور بيننا حوارات كثيرة حول الكثير من القضايا الوطنية والصحفية.
كان الدكتور عمرو عبدالسميع صحفيا موسوعيا، وكاتب عمود متميزا, وكان حريصا على الكتابة وهو فى أصعب لحظات المرض, وكان دائما يُخفى مرضه عن أقرب المقربين منه, لأنه لا يريد أن يتسبب فى إزعاجهم، وكتب آخر عمود له وهو فى العناية المركزة.
قبل دخوله المستشفى، اتصل بى، كعادته، لكنه فى نهاية المكالمة أخبرنى بأنه يشعر بالتعب، ويحتاج إلى إجازة، لكنه سوف يؤجلها، وفى نهاية المكالمة عاد مرة أخرى إلى بشاشته، وروحه المرحة، وتراجع عن فكرة الإجازة، لأن الكتابة، كما أخبرنى، بالنسبة له هى الدواء الناجع.
كان الدكتور عمرو يعانى مشكلات فى القلب، ومشكلات صحية أخرى منذ فترة طويلة، وكان يتحامل على نفسه، ولا تراه إلا ضاحكا مبتسما، وحينما تقرأ له تشعر بأنك أمام شاب فى عنفوان قوته وشبابه.
سوف يظل الدكتور عمرو عبدالسميع، وعموده «حالة حوار»، نقطة مضيئة فى تاريخ الصحافة المصرية، ونبراسا لكل محبيه، وعاشقى مهنة صاحبة الجلالة.
رحم الله الصديق والزميل الدكتور عمرو عبدالسميع، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الصغيرة (زوجته وأولاده)، وأسرته الكبيرة (مؤسسة الأهرام) الصبر والسلوان.
عبدالمحسن سلامة