يحدث فى مستشفيات العزل
نشر بالاهرام صباح الخميس 23-4
تخيل نفسك, وأنت جالس مع الفيروس اللعين, ومهمتك محاصرته, من خلال السهر على راحة المريض الضعيف, الذى هو أمانة بين يديك.
فجأة تتحول إلى بطل مقاتل لا تخاف الموت, وتتسلح بالإيمان, وعقيدة لا تلين, فى ضرورة الانتصار على هذا "الوباء", تصارعه لحظة بلحظة, حتى هزيمته, ويخرج المريض سليما معافى فى لحظة تستحق أن يتم تسجيلها، وتوثيقها، كل حالة على حدة, لتكون مادة تاريخية, ووثائقية, لقصص, وأفلام, ومسلسلات, عن زمن "كورونا", وما حدث فيه.
أبطال الطواقم الطبية المصرية يستحقون كل التحية والتقدير, وقد سمعت, وشاهدت، شهادات كثيرة من الذين خرجوا سالمين من مستشفيات العزل، وهم يحكون قصصًا رائعة عن المعاملة الطيبة من الطواقم الطبية, وعن توفير كل وسائل الراحة, والعلاج, داخلها.
بعيدا عن الشهادات الشخصية للمرضى المتعافين، هناك حقائق لا تقبل التأويل, أو التشكيك, مثل تلك القصة الإنسانية الرائعة, عن المولود "آدم", وهو بين يدى الطبيب، الذى قام بإجراء عملية الولادة لوالدته داخل مستشفى العزل بالعجوزة, وبعدها قام الطبيب المقاتل البطل بعملية الولادة لسيدة مصابة بـ"كورونا" هو ومجموعة من الأبطال المقاتلين من الطواقم الطبية بالمستشفى.
ليست هذه الحالة الوحيدة, وإنما سبقتها حالة أخرى, فى مستشفى العزل بالإسكندرية, لسيدة مصابة, بـ "كورونا"، وصمم الفريق الطبى على إنقاذ حياتها, وأجرى عملية الولادة لها, ونجحت, لكن القدر كان أسرع فى اختطاف الأم وطفلتها، وبغض النظر عن الوفاة، فإن البطولة تظل قائمة للفريق الطبى فى مستشفى العجوزة بالقاهرة، ومستشفى العجمى بالإسكندرية, لأن هؤلاء الأبطال من الطواقم الطبية لم يخشوا الفيروس اللعين, وظلوا يقاتلونه بكل شرف وأمانة.
نماذج كثيرة ورائعة تستحق أن تُروى من داخل مستشفيات العزل, وأقل شىء نقدمه لهؤلاء الأبطال أن يتم تكريمهم بكل الوسائل الممكنة, وتكريم من يستشهد منهم, ومعاملته معاملة الشهيد فى الحرب.