مناجاة
نشر بالاهرام صباح الجمعة 24-4
يا خالقَ الخلقِ فَرِّجْ كُربَةََ الحَرَمِ
الغلقُ عزََّ على العُربانِ والعَجمِ
والناسُ عاجزةٌ لا شىءَ يَنْفَعُها
إلا رَجاؤُكَ يا منانُ ذا الكرمِ
مِصرُ الكِنانةُ لُطفًا مِنك تَحفْظُهْا
حِصنُ العروبةِ والإسلامِ مِن قِدَمِ
ومَنْ سِواكَ لِهذا الفضلِ نَقْصُدُهُ
ومَنْ سِواك لرفعِ الكَربِ والغُممِ
>>>
يا خالقَ الخلقِِ حالىْ أنتَ تَعْلَمُهُ
ومَنْ أتاكَ منيبًا أنتَ تقْبَلُهُ
ياربِ إنى بِبابِكَ لا أُغَادِرُهُ
فمَنْ أتاكَ كَسِيِرًا أنتَ تَجْبُرُهُ.
مناجاة رائعة من الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة, وزير الأوقاف, توقفت أمامها طويلا, ونحن فى شهر رمضان المعظم, الذى هَلَّ علينا اليوم, ولأول مرة منذ زمن طويل, تخلو المساجد من راودها, ويخلو الحرم من الطائفين العابدين, وتقام صلاة التراويح فى المنازل بدلا من المساجد.
"كورونا" فرض إجراءات احترازية على المجتمع الدولى كله, وفى مصر تبذل الحكومة جهدا خارقا للسيطرة على هذا "الوباء" اللعين, والوعى المجتمعى هو السلاح الناجع فى مواجهة هذا الفيروس, لأنه, حتى الآن, ليس هناك علاج دوائى, أو لقاح, وقد يستغرق الأمر بعض الوقت, حتى يقول العلم والعلماء كلمتهما للسيطرة على هذا المرض.
"الفيروس" يجب ألا يكون سلاحا فى يد المزايدين, أو مروجى الشائعات, أو المتربصين, فالبشرية كلها فى مأزق, بدءا من الدول العظمى وانتهاء بأفقر دول العالم.
لكل ذلك, لم أجد أجمل وأقوى من هذه القصيدة الرائعة للأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، للتعبيرعن مشاعر كل مسلم، فى هذه الأيام العظيمة، والابتهال إلى الله تعالى أن يرفع عنا جميعا البلاء والوباء، وأن يُفرِّج كرب المكروبين فى كل مكان، وأن يحفظ مصر، والعالم الإسلامى، وكل البشرية أجمعين، لأن الوباء لم يفرق بين شخص وآخر، وبالعلم والإيمان؛ سيأتى الفرج قريبا- إن شاء الله.. ورمضان كريم.
عبدالمحسن سلامة