مجمع المحاكم.. شاهد على الفوضى!
نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 5/5/2020
حسنا فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى، حينما أصدر توجيهاته إلى الهيئة الهندسية بالقوات الملسحة - الأشغال العسكرية- بالبدء فورا فى عملية ترميم مجمع محاكم الجلاء، ورفع كفاءته، والذى تم إحراقه عام 2011، وأشارتوزارة العدل، فى بيان، إلى قيام لجنة مشتركة من الأشغال العسكرية ووزارة العدل، ممثلة فى الهيئة العامة لأبنية دور المحاكم، بمعاينة المبنى، وطلب الرسوم الهندسية، للبدء فى أعمال الترميم، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
مبنى مجمع محاكم الجلاء هو المبنى المجاور لمبانى مؤسسة "الأهرام"، وهو تحفة معمارية، وكان عبارة عن خلية نحل لا تهدأ أبدًا، حتى قامت ثورة 25 يناير، وللأسف قامت مجموعة من الفوضويين، والذين ركبوا موجة الثورة، بإشعال الحريق فيه، وظل مشتعلا عدة أيام، لوجود الكثير من أوراق القضايا، والملفات، فى المكاتب والحجرات.
لن أنسى ذلك اليوم، حينما خرجنا من "الأهرام" على الأصوات الزاعقة، ونيران الحرائق المشتعلة، حيث قام رجال أمن "المؤسسة"، ومعهم العاملون، من الصحفيين، والعمال، والإداريين، بمحاولة الدفاع عن مبنى مجمع المحاكم، إلا أن الحرائق كانت قد انتشرت فيه.
حاول مشعلو الحرائق أن يتسللوا إلى "الأهرام"، لكن وقفة جميع العاملين حالت دون امتداد الخطر إلى "المؤسسة"، والتى كان يريد هؤلاء الفوضويون، ومثيرو الشغب، أن يشعلوا الحرائق فى كل مبانيها.
كنت واحدًا ضمن سلسلة بشرية وقفت أمام "الأهرام"، وتعاملنا بمنتهى القوة، والحسم، لحماية "المؤسسة"، ولجأنا لكل أساليب التفاوض، حتى نجحنا- بفضل الله- فى الحفاظ على مبانى "الأهرام".
مجمع محاكم الجلاء شاهد على الفوضى، والانفلات، والخراب، الذى لحق بمصر، خلال تلك الفترة، والذى امتد إلى العديد من المنشآت، والمؤسسات العامة، والخاصة، والأمنية، والقضائية، فى محاولة يائسة لهدم الدولة، ومؤسساتها.