قمة "كورونا".. والمحاكمة الدولية!

نشر بالاهرام صباح الجمعة 22- 6- 2020

المؤتمر السنوى الـ"73" لمنظمة الصحة العالمية، الذى عُقد يومى الإثنين والثلاثاء الماضيين، بمشاركة 194 دولة، عبر الإنترنت، تحول إلى ما يشبه المحاكمة الدولية لمشكلة تفشى فيروس "كورونا".. خاصة فيما يتلعلق ببعض التساؤلات المثارة مثل: هل هناك معلومات لاتزال مخفية حوله؟.. وهل له أصل بشرى أم لا؟!
الاتهامات الأمريكية لبكين سيطرت على جدول الأعمال، وكانت المفاجأة أن الرئيس الصينى أبدى مرونة، حينما قال إن بلاده سوف تدعم "مراجعة شاملة"، تقودها منظمة الصحة العالمية، لمواجهة "الجائحة"، إلا أنه أكد، فى الوقت ذاته، أن الصين كانت منفتحة، وشفافة بشأن تفشى "الفيروس"، وأن بلاده ستؤيد إجراء تحقيق "يتم بطريقة موضوعية ومحايدة".
فى السياق نفسه، هناك وثيقة تدفع بها أستراليا والاتحاد الأوروبى، وحصلت على تأييد 120 دولة فى منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق دولى، ومراجعة مستقلة لأصل "الوباء"، وفحص الأصول الحيوانية له.
الوثيقة تدعو إلى إرسال بعثات علمية لتتبع مسار انتقال العدوى، وفك لغز "كورونا"، الذى لايزال يهدد البشرية، ويدمر اقتصادات العالم، ويحصد الأرواح بلا رحمة.
بعيدا عن الحرب الكلامية، وتبادل الاتهامات، فقد كان المؤتمر فرصة لبدء تحرك عالمى فعّال لمواجهة هذه "الجائحة"، من أجل التوصل إلى لُقاح يكون متاحا للجميع، بعيدا عن حروب الشركات، ومحاولات بعض الدول استغلال الأزمة.
هناك بوادر حول إنتاج لُقاح أمريكى، بعد أن ظهرت مؤشرات إيجابية، فى المراحل الأولى من التجارب السريرية، تؤكد فعاليته، وفى انتظار التأكد من جدية هذه المؤشرات فى المراحل التالية.

المهم الآن هو التكاتف العالمى لمواجهة "كوفيد- 19" من أجل وقف المزيد من التدهور الاقتصادى والإنسانى.

عبد المحسن سلامة

Back to Top