الدراما والوعى

نشر بالاهرام صباح الثلاثاء 26- 5

الأمر المؤكد أن الدراما الفنية تسهم بشكل أساسى فى تشكيل الوعى لكل الفئات، خاصة الفئات متوسطة التعليم، أو التى تعانى الأمية، وللأسف، لدينا شريحة فى المجتمع، ربما لا تزيد على 50٪، تعانى الأمية، أو التعليم الأقل من المتوسط.
دراما رمضان هذا العام كانت مختلفة، لأنها تضمنت مسلسلات ذات معنى ورسالة، مثل مسلسل "الاختيار"، وهو المسلسل الأهم منذ مسلسل "رأفت الهجان".
لقد نجح مسلسل "الاختيار" فى تجميع الأسرة المصرية أمام التليفزيون، لمشاهدة بطولات جيشها العظيم فى مواجهة التكفيريين والإرهابيين، والأهم من ذلك، أنه قام بمبارزة فكرية مهمة خلال الحلقات دون مبالغات، أو حتى تشويه متعمد لهؤلاء التكفيريين.
كما التزم المسلسل المصداقية، والاحترافية الشديدة فى المعالجة، وعرضْ الأفكار المشوهة لتلك الفئة الضالة، وعرضْ بطولات الجنود والضباط المصريين، وكيفية تعاملاتهم الإنسانية، والقتالية، فى مواجهة تلك الفئة الباغية الشاذة.
الصدق، والأداء الرائع، والجهد المتميز كان وراء بكاء جميع المشاهدين فى أثناء مشاهدة الحلقة " 28"، التى اُستشهد فيها الشهيد البطل أحمد المنسى وبعض رفاقه، فقد نزلت الدموع ساخنة، وصادقة، على وجوه المشاهدين، لأن أحمد المنسى ورفاقه هم أبناء كل الشعب المصرى، ولا توجد أسرة فى مصر إلا ولديها جندى، أو ضابط، فى قواتنا المسلحة.
بكى المشاهدون لأن المنسى واحد منهم، وابن بار من أبنائهم، فكانت العفوية، والتلقائية من الكبار مثل الصغار.
أتمنى أن تكون هناك أعمال درامية كثيرة على غرار مسلسل "الاختيار"، وأعمال سينمائية على غرار فيلم "الممر" خلال المرحلة المقبلة..وللحديث بقية

Back to Top