الطيارة الورق.. والزمن الجميل!
نشر بالاهرام صباح الجمعة 5-6
لاحظت عودة الطيارة الورق بقوة هذه الأيام، وانتشارها بكثافة فى الكثير من المناطق، بعد تفشى فيروس "كورونا", الذى ضرب العالم أجمع، ولم تسلم منه دولة.
أعتقد أن تداعيات "كوفيد-19"، وما تبعها من غلق الأندية، ومراكز الشباب, والكافيهات، والمقاهى، وحظر التجمعات.. كلها أسباب أدت إلى عودة الألعاب القديمة، والتقليدية، وأبرزها الطيارة الورق، لتكون ضمن ألعاب الأطفال، والشباب هذه الأيام.
شاهدت أعدادا كبيرة من الأطفال والشباب، وعدت بذاكرتى إلى الوراء، حيث كانت الطيارة الورق ضمن الطقوس الأساسية لجيلى والأجيال السابقة, وربما أيضا بعض الأجيال اللاحقة.
بالتأكيد هى لعبة جميلة، يستمتع بها الشباب والأطفال، ويجدون سعادة هائلة فى قدرتهم على تحليق طائراتهم لأبعد مسافات ممكنة، حيث يتسابقون فيما بينهم على تحليق تلك الطائرات، برغم أن ذلك يستهلك خيوطا كثيرة، وقد تكون مكلفة.
قدرة الطيارة الورق على التحليق تتوقف على دقة الصنع، ونوعية الورق، والخيوط المستخدمة، ومدى قدرتها على تحمل ضغط الهواء, وكانت أصعب اللحظات تلك التى تتعلق بصعود الطائرة أو هبوطها، مثلها فى ذلك مثل الطيار الناجح، الذى يتميز عن غيره بسلاسة الصعود أو الهبوط بالركاب.
أعتقد أن "الوباء" قد أعاد إحياء بعض الذكريات الجميلة في الألعاب, وفى الحياة الاجتماعية, خاصة ما يتعلق باللمة والجلسات العائلية.
أيضا كانت هناك متعة القراءة، فى مكتبات المدارس ضمن مسابقات النشاط الصيفى بها، حيث كانت تستهلك الوقت الأكبر من الإجازات الصيفية.
عموما هى عادات جميلة، أتمنى أن تعود مرة أخرى، وأن يعود الأطفال والشباب إلى القراءة كمتعة وثقافة, كما عادوا إلى الطيارة الورق.
عبدالمحسن سلامة