اللقاء المرفوض
صباح الأربعاء17/6/2020
كشفت تقارير صحفية عن خلافات عميقة أدت إلى تأجيل لقاء روسى ـ تركى حول ليبيا فى اسطنبول، حيث كان من المتوقع أن يقوم وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرجى لافروف وسيرجى شويجو بزيارة إلى تركيا فى مطلع الأسبوع الحالى لإجراء محادثات بشأن الملف الليبى.
هذا اللقاء مرفوض جملة وتفصيلا من جانب الدولتين، لأنه لقاء أطماع، وتقسيم الغنائم على حساب الشعب الليبى، الذى يعانى مرارة الفوضى والانفلات منذ 9 سنوات حتى الآن.
السراج، للأسف، يقوم بدور والى عكا فى أثناء الحروب الصليبية، ويؤدى نفس دور الأدوات الخبيثة، التى استدعت قوات الناتو لضرب الجيش الليبى عام 2011، وإسقاط نظام معمر القذافى.
اتفاقية مشبوهة، وليس لها أساس قانونى، وقعها السراج مع تركيا، ليبدأ التدخل التركى، ويتكرر المشهد السورى مرة أخرى فى إطار الحرب بالوكالة.
تركيا تقوم بدور خفى لخدمة المصالح الأمريكية، ووقف التمدد الروسى، وروسيا لا هدف لها سوى مصالحها، ومكاسبها، وفى النهاية تقبل باقتسام الغنائم.
كل هذا على حساب الشعب الليبى، ومعاناته المستمرة منذ 9 سنوات حتى الآن.
أتمنى أن تصدر الجامعة العربية بيانا ترفض فيه هذا اللقاء المشبوه بين تركيا وروسيا، فالقضية هى قضية الشعب الليبى، وليست قضية تركيا أو روسيا.
المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، يقوم بجولات دبلوماسية مهمة لشرح الأزمة الليبية، وتطوراتها، فى ظل مبادرة "إعلان القاهرة"، واجتمع مع الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون، الذى يؤيد مبادرة القاهرة، ويرفض التدخلات الأجنبية فى ليبيا.
الحل فى ليبيا لابد أن يكون من داخل ليبيا أولا، وعلى القبائل الليبية الانتفاض ضد التدخلات التركية، وإسقاط الكيان الوهمى لحكومة السراج، لأنها حكومة تتلقى التعليمات الأجنبية، وأصبحت دمية فى يد أصحاب المصالح، ومثل هذه الحكومة لن يكون لها رأى، أو صوت، لأنها تتحرك وفق توجهات أسيادها.
التجربة الليبية مريرة ومؤلمة، وآن الأوان لأن يُنهى الشعب الليبى تلك المأساة، لتعود ليبيا إلى شعبها، وأهلها، وعالمها العربى.
عبدالمحسن سلامة