لا حكومة.. ولا شرعية!

نشر بالاهرام الخميس 18/6/2020

ما حدث من تجاوزات، فى حق بعض العمال المصريين البسطاء فى ليبيا، يؤكد أن حكومة طرابلس ليست حكومة، وليست شرعية، وإنما هى مجموعة من الميليشيات، والمرتزقة، والإرهابيين، يتعاملون بمنطق تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية.
أعتقد أن تعذيب بعض العمال المصريين فى "ترهونة" لن يمر بسلام، لأن مصر لا تفرط فى حق أولادها، وما حدث من ضربة جوية موجهة للعناصر الإرهابية من "داعش"، الذين ارتكبوا جريمة سابقة فى حق المصريين، يؤكد ذلك، لذا أتفق مع ما قالته السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة والمصريين بالخارج، أمام لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، من أن ما حدث "مش هيعدى على خير".
الجيش الليبى، على لسان اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسمه، أدان هذه الجريمة، مؤكدا أنها لا تمثل الشعب الليبى، وتخالف المواثيق الدولية، وقدم المسمارى اعتذاره للشعب المصرى، والقيادة المصرية.
موقف محترم من الجيش الليبى يؤكد أنه جيش دولة حقيقى، وليس مجرد مجموعة من الميليشيات، أو المرتزقة المأجورين، على غرار جماعات طرابلس.
تزامن مع تلك "السقطة البشعة" لحكومة طرابلس خروج أنباء تشير إلى أن أنقرة تسعى إلى السيطرة على قاعدتى الوطية ومصراتة، وأنها تبحث مع حكومة السراج إمكان استخدام تركيا قاعدتين عسكريتين بليبيا، فى تثبيت لوجود تركى دائم فى منطقة البحر المتوسط.
فضيحة جديدة لحكومة "الوفاق"، التى "لا تستحى"، عن بيع الأراضى الليبية قطعة تلو الأخرى، بشرط أن تستمر وتبقى، ولو على حساب جثث أبناء الشعب الليبى، وأيضا التفريط فى الأراضى الليبية، وتحويلها إلى قواعد عسكرية لمن يدفع، ولمن يقبل أن يحمى وجودها واستمرارها.
أعتقد أن الأيام المقبلة سوف تشهد تحركات أخرى على المستوى الدولى فى مواجهة الأطماع التركية فى ليبيا، بعد أن سقطت الأقنعة الزائفة لحكومة السراج.
عبدالمحسن سلامة

Back to Top