الحلم والصبر

نشر بالاهرام صباح الإثنين 22-6-2020

وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى النقاط فوق الحروف، أمس، وسط جنود وضباط قواتنا المسلحة، حينما أكد أن الحلم المصرى ليس ضعفا، وأن الصبر ليس ترددا، وإنما سمات حكم رشيد لا يتهور، ولا يندفع، ويتحسب لأى خطوة قبل أن يتخذها.
رسالة مهمة للعالم كله، جاءت فى التوقيت الصحيح، وفى المكان الصحيح،
المكان هو قاعدة "برانى" العسكرية، التى تحتضن الفرقة " 21 " المدرعة، والتى تقع على بُعد خطوات معدودة من حدودنا الغربية، أما الزمان، فله رمزية كبيرة، بعد أن احتدم الصراع فى ليبيا، وصبرت مصر كثيرا، ومدت يدها ، ومازالت، بالسلام، وبذلت، ولاتزال، كل الجهود، من أجل استقرار ليبيا وشعبها.
وسط تلك الجهود المخلصة، والدءوبة، من مصر، تطل دول أخرى بوجهها القبيح، وتتدخل فى الصراع بفجاجة، وتدعم الميليشيات الإرهاربية، وتجلب المرتزقة، فى إطار خُطة مسمومة لتقسيم ليبيا، وتكرار المشهد السورى فيها.
هنا، كان لابد أن تقول مصر كلمتها، وتُعلن أمام العالم كله رغبتها فى السلام، لأن أمن ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى، ومصر لا تُقحِم نفسها فى قضية لا تخصها، لكن لديها حدود مع ليبيا تبلغ 1200 كيلومتر، والأمن فى ليبيا يرتبط بالأمن فى مصر، ومصر لا يمكن أن تسمح بالعبث على حدودها الغربية.
لذلك، جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى حاسمة وواضحة، بعد أن تَفقد عناصر الفرقة " 21 " المدرعة، واطمأن على جاهزيتها، واستعدادها للقيام بأى مهام تُوكل إليها، داخل حدود مصر وخارجها.
الجيش المصرى واحد من أهم وأقوى " 10 " جيوش على مستوى العالم، وهذا التصنيف ليس مصريا، وإنما عالمى، ومع ذلك فهو جيش للدفاع، والحفاظ على السلام، وليس للاعتداء على الآخرين، لكن حينما يحاول الآخرون المساس بالأمن القومى المصرى، لابد من وقفه واضحة وقوية، كما حدث أمس الأول فى قاعدة "برانى" العسكرية.
..وللحديث بقية
عبدالمحسن سلامة

Back to Top