"كورونا".. انتهت!

صباح الخميس 2-7-2020

للأسف الشديد، البعض يتخيل أن تخفيف إجراءات الحظر يعنى أن أزمة فيروس"كورونا" انتهت، وتلك هى المشكلة، التى يمكن أن ينتج عنها- لا قدر الله- أزمة كبرى جديدة، وتعود الأمور أسوأ مما كانت، والغلق مرة أخرى.

لقد أعجبنى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، حينما كان يُلقى خطبة الجمعة الماضية، وأشار إلى أن قرار غلق المساجد مرة أخرى، أو استمرار فتحها، بيد المصلين أنفسهم، فإذا كان هناك التزام بالإجراءات الاحترازية داخل المساجد، فلن يتم غلقها، أما إذا سادت الفوضى، والعشوائية، وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فإن ذلك ربما يتسبب فى غلقها مرة أخرى.

الأمر نفسه، ينطبق على كل الانشطة الحياتية، فإذا التزمت المقاهى، والمطاعم، والأندية، بالإجراءات الاحترازية؛ لن يكون هناك مبرر للغلق مرة أخرى، أما إذا تحولت تلك الأماكن إلى بؤر لنشر العدوى، نتيجة عدم الالتزام، فالمؤكد أنه ربما تكون هناك إجراءات أشد- لا قدر الله.

فى اعتقادى أن المسئولية الآن تقع على المواطن نفسه، وليس على صاحب المقهى، أو المطعم، لأن الأخيرين كلاهما مستفيد من تدفق الزبائن، ويصعب أن تجد أشخاصا كثيرين لديهم الإحساس بالمسئولية، وبالتالى فهى تقع على "الزبون"، الذى ربما يتضرر بشدة؛ إذا تساهل فى حق نفسه، وارتضى أن يدخل مطعما، أو مقهى مزدحما، أو أصر على الذهاب إلى النادى وهو يعلم أنه ربما يتعرض للإصابة بالوباء.

يجب أن يعى الجميع أن "كورونا" لايزال يحصد الأرواح فى العالم كله، وهناك قفزات مرعبة فى الإصابات بأمريكا، وفى الكثير من الدول، وفى مصر لاتزال معدلات الإصابة مرتفعة، ولم نصل بعد إلى انخفاض المنحنى الوبائى، وحتى إذا وصلنا إليه، فإنه لابد من خطوات اخرى إضافيه قبل الحديث عن نهاية أزمة "كوفيد- 19".

المؤكد، إن فتح الأنشطة الاقتصادية مهم جدا لمعالجة التداعيات الاقتصادية الخطيرة، التى حدثت، لكن ليس معنى ذلك أن جائحة "كورونا" انتهت، ويظل الحذر ضرورة حياة.

عبدالمحسن سلامة

Back to Top