كارثة المناطق غير الآمنة..!
نشر بالاهرام صباح الأربعاء 15-7-2020
ما أعلنه الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم الأحد الماضى، فىأثناء افتتاح مشروع الأسمرات، من أن مصر سوف تكون خالية من المناطق غير الآمنة بنهاية هذا العام، كلام يحتاج إلى الدراسة والتحليل، لما يحمله فى ثناياه من أن الدولة ماضية فى القضاء على العشوائيات، وإنفاذ القانون، وعدم الرجوع إلى الوراء مرة أخرى.
المناطق غير الآمنة كانت صداعا مزمنا فى رأس الدولة منذ عقود طويلة، والمقصود بها المناطق المعرضة للانهيار فوق رءوس السكان.
للأسف، هذه المناطق انتشرت بشكل سرطانى مع انتشار العشوائيات، وكانت تقام فوق حواف جبل المقطم، وتحت خطوط الضغط العالى، وعلى حرم السكك الحديدية، وفى مخرات السيول.. وغيرها من المناطق التى لا تصلح لإقامة المناطق السكنية.
أيضا، كانت هناك مناطق عشوائية معرضة للانهيار، مثل مثلث ماسبيرو، ومناطق فى بولاق الدكرور وبولاق أبوالعلا.
كانت هذه المناطق تشكل نقطة ضعف، يستغلها أهل الشر فى الخارج والداخل، ويقيمون سرادقات "الندب" على كل حادث يقع فيها.
مسئولية الحكومات السابقة تنحصر فى سماحها بنمو هذه العشوائيات "الخطرة"، والتهاون مع مرتكبيها، وتركهم يقيمون المبانى العشوائية فى تلك الأماكن "المحظورة" سكانيا.
الرئيس عبدالفتاح السيسى رفض استمرار هذه القنابل الموقوتة، وبدأت خطة العلاج بالاعتماد على الخريطة القومية للمناطق غير الآمنة، التى تم تحديثها عام 2014، والتى رصدت ضرورة توفير 242 ألف وحدة سكنية لسكان تلك المناطق الخطرة.
رئيس الجمهورية أصر على اقتحام المشكلة،التى تنتشر فى 25 محافظة، وتشمل 357 منطقة، تستحوذ القاهرة على النصيب الأكبر منها ( 29% )، ثم بقية المحافظات.
الآن، تم الانتهاء من إعلان 13 محافظة فى مصر خالية من المناطق غير الآمنة، وبنهاية العام الحالى، كما أكدوزير الاسكان، سوف تصبح كل المحافظات خالية تماما من المناطق غير الآمنة.
عبدالمحسن سلامة