الأستاذ مكرم
نشر بالاهرام صباح الخميس 16- 7- 2020
الأستاذ مكرم محمد أحمد كاتب صحفى من طراز فريد، ينتمى إلى مدرسة العمالقة فى الصحافة المصرية، التى أسسها وقادها الأستاذ محمد حسنين هيكل.
الأستاذ مكرم يمكن أن تتفق أو تختلف فى بعض القضايا والمواقف معه, لكن لا يمكن أن تختلف على مهنيته، وأستاذيته، ووطنيته.
إنه صحفى من طراز رفيع, و"أسطى" من "أسطوات" الصحافة, وحتى الآن يعمل ويعيش بعقلية الصحفى, فالقلم والورقة معه فى كل مكان أينما يذهب، يكتب، ويسجل، ويتابع، ويناقش.
خاض الأستاذ مكرم العديد من المعارك الصحفية, وفجَّرَالكثير من القضايا, وأجرى مجموعة ضخمة من التحقيقات فى قلب جبهات القتال والمناطق الساخنة فى مصر والعالم العربى, وكذلك شارك فى المراجعات الفقهية والدينية للجماعات المتطرفة من داخل السجون.
تقلد الأستاذ مكرم كل المناصب فى العمل الصحفى، بدءا من رئيس قسم، ومرورا بمدير تحرير، وانتهاء برئيس تحرير، ورئيس مجلس إدارة, وكذلك تولى منصب نقيب الصحفيين العديد من الدورات، وكان آخر منصب يشغله رئيس المجلس الأعلى للإعلام.
طوال هذه الرحلة الطويلة والممتدة، ظل الأستاذ مكرم مُصرا على العمل الصحفى, وتليفونه دائما مفتوح، يتواصل مع كل راغب فى التواصل معه, والاستفادة من خبراته المهنية، والعملية، أو حتى حل مشكلة شخصية.
الأستاذ مكرم صحفى وطنى من طراز فريد, وظل طوال الوقت منحازا إلى الدولة الوطنية، ومدافعا عنها فى أصعب الظروف والمواقف, وفى الوقت الذى كان يقفز فيه الكثير من "المركب" بعد ثورة 25 يناير، خرج مدافعا عن الدولة، ورافضا انهيار مؤسساتها.
تعرض الأستاذ مكرم للكثير من الهجوم، حتى إن محمد مرسى هاجمه فى خطابه الشهير بالاسم, ولم تهتز أو تتغير قناعاته.
الأستاذ مكرم غائب عن قرائه بسبب وعكة صحية طارئة ألَّمْت به, وإن شاء الله يتعافى منها قريبا, ويعود إلى كتابة"عموده" اليومى بصحيفتنا الغراء"الأهرام", لأنه رمز من رموز زمن التألق الصحفى, والمهنية، والأستاذية.. ونتمنى له الشفاء العاجل-بإذن الله.
عبد المحسن سلامة