معركة مفاوضات السد

صباح الأربعاء 29-7-2020

كانت رسالة طمأنة مهمة، تلك التى بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الشعب المصرى أمس، حينما تحدث فى موضوع السد الإثيوبى، مؤكداموقف مصر الالتزام بخوض معركة المفاوضات حوله لحين التوصل إلى اتفاق عادل بخصوص قواعد ملئه وتشغيله، والقضايا الأخرى المتعلقة بفترات الجفاف، والجفاف الممتد.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أشار إلى ارتباط الحضارة المصرية القديمة بنهر النيل، مما يؤكد حقوق مصر التاريخية المتأصلة فيه، وأنه لن يتم التفريط فى تلك الحقوق، وفى الوقت ذاته، فإن مصر تتفهم موقف إثيوبيا، وحاجتها إلى توليد الكهرباء، وحقها فى التنمية، بشرط ألا يكون هناك تأثير سلبى على حصة مصر.

رئيس الجمهورية كان حريصا فى فى كلامه، كعادته، وهو يَزن الكلمة قبل أن ينطق بها، لذلك فإن رسالته الواضحة هى طمأنة المصريينعلى حقوقهم التاريخية العادلة فى نهر النيل، لأن مصر لا تفرط فى حقوقها مهما تكن التضحيات، ومهما تكن صعوبة ومشقة معركة المفاوضات.

على الجانب الآخر، أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عمل جبار تقوم به الدولة المصرية الآن فى تبطين الترع والمساقى بمايقرب من 20 ألف كيلومتر،الأمر الذى يؤدى إلى تقليل الفاقد من المياه، وفى الوقت نفسه، تقوم الحكومة بتطوير نظم الرى القديمة وتحويلهاإلى حديثة ومتطورة،للاستفادة من كل قطرة من المياه.

إستراتيجية متكاملة فى مجال الرى، ومعالجة المياه، والتحلية، فى إطار خطة متكاملة حتى عام 2037، تصل تكلفتها إلى تريليون جنيه، أى ألف مليار جنيه.

رئيس الجمهورية دعا الشباب، وكل المواطنين، للمشاركة بجهودهم فى تلك الإستراتيجية، وتحويل القلق إلى عمل وجهد، لكى نستطيع مواجهة كل الصعاب، كما حدث بعد 30 يونيه 2013، ووقتها كانت الأوضاعبمصر فى أسوأ حالاتها، وبرغم تلك التحديات الصعبة، فقد نجح الشعب المصرى،بسبب وحدته ووقوفه خلف قيادته، والعمل، والاجتهاد.

الأمر المؤكد أن مصر قادرة-إن شاء الله- على تخطى كل العقبات، خاصة بعد الإنجازات الهائلة، وغير المسبوقة، التى حدثت خلال الفترة القصيرة الماضية، والتى أكدت أنه لاشىء مستحيل.

عبدالمحسن سلامة

Back to Top