لبيك اللهم لبيك

نشر بالاهرام صباح الخميس 30-7

لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك".. هذا هو دعاء وابتهال حجاج بيت الله الحرام فى "وقفة عرفات" اليوم.

لا شريك لله, وله الحمد, والنعمة, والفضل, حقا وصدقا، فى هذا اليوم يقف حجاج بيت الله الحرام وقد ارتدى كل منهم قطعتين من القماش البسيط، الذى لا زخرف فيه، ولا حياكة، فى تشبيه بيوم البعث حينما نقف جميعا بين يدىّ الله سبحانه وتعالى.

للأسف الشديد، حَرَمَ فيروس "كورونا" الكثير من الراغبين فى الحج, وبعد أن كانت تقف على جبل عرفات اليوم أعداد لا تقل عن 3 ملايين حاج، وربما أكثر، إذا أضفنا حجاج الداخل, اختلف المشهد, وأعتقد أن الأعداد لن تزيد على بضعة آلاف، ولن تتجاوز، فى أفضل أحوالها، 10 آلاف حاج، طبقا لبيانات المملكة العربية السعودية.

لن يكون هناك تزاحم، أو تدافع فى المشاعر المقدسة هذا العام, وهو درس مهم يجب أن نتعلم منه, لأنه مهما يُؤتى الإنسان من العلم والقدرة, تظل قدرة الله لا تضاهيها قدرة، فهو مالك الملك, وهو على كل شىء قدير.

الإيمان بالعلم فريضة, وفى الوقت نفسه، يسير إلى جواره، بل يسبقه، الإيمان بالله, فالعلم والإيمان وجهان لعملة واحدة.

الحج هو أعظم مؤتمر إنسانى، تختلط فيه كل الأجناس, وكل الألوان, ويتم خلاله تمثيل جميع شعوب العالم, بلا تمييز، ودون فوارق ضخمة, فالجميع يرتدى ثيابا واحدة, والكل يقف فى المكان نفسه, لا فرق بين غنى وفقير، أو رئيس ومرءوس.

أدعو الله أن يتقبل دعاء حجاج بيت الله الحرام، ويرفع الوباء والبلاء عن العالم أجمع، لتعود مناسك الحج فى أبهى صورها العام المقبل- إنه على ما يشاء قدير

عبد المحسن سلامة

Back to Top