حج.. رغم أنف "كورونا"!

صباح الاثنين 3-8-2020

اختارت المملكة العربية السعودية الخيار الأصعب، حينما قررت تنظيم موسم الحج هذا العام، رغم مخاطر فيروس "كورونا، ومشكلاته.

كان من الممكن أن تعتذر المملكة عن تنظيم الحج، وكان معها كل العذر، وكانت ستجد تفهما كاملا من المسلمين، لكنها "ركبت" الصعب، ونجحت فيه.

السعودية اختارت تنظيم موسم الحج بأعداد "رمزية" من حجاج الداخل، وبذلت جهدا كبيرا فى تنظيم وإعداد المشاعر فى مكة وعرفات ومنى.

كان لكل حاج خط سير لا يخالفه، بدءا من الطواف حول الكعبة، أو فى أثناء الوقوف بعرفات، وكذلك خلال رمى الجمرات.

صورة حضارية رائعة للمسلمين فى مواجهة خطر "كورونا"، وهى صورة عكست قدرة المملكة، وخبرتها الواسعة فى تنظيم الحج، كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تهنئته خادم الحرمين الشريفين بالعيد ونجاح الموسم .

اختفى التزاحم والتدافع، وتم منع الحجاج من لمس أستار الكعبة والحجر الأسود، ووضعت السعودية شروطا صارمة التزم بها الحجاج، فكانت النتيجة أكثر من رائعة.

هذا النجاح أدى إلى تصدير صورة إيجابية عن المسلمين لكل دول العالم، وفى الوقت نفسه لم ينقطع موسم الحج، وتابع الملايين الشعائر، واستمعوا إلى خطبة عرفة.

صحيح أن الأعداد كانت محدودة، حيث لم تتجاوز 10 آلاف حاج، لكن مسألة أعداد الحجاج، فى النهاية، مسألة نسبية، بمعنى أنه حتى إذا وصل عدد الحجاج إلى 3 ملايين ، فإن هذا ليس معناه أن كل راغب فى الحج يمكن أن تتوافر له تلك الفرصة.

المهم ألا ينقطع موسم الحج، وإن شاء الله يكون هذا العام هو الموسم الاستثنائى الوحيد، وتعود الأمور إلى طبيعتها فى العام المقبل.

عبدالمحسن سلامة

Back to Top