موقف سودانى يستحق الإشادة

صباح الخميس 13/8

الموقف السودانى الأخير من مفاوضات السد الإثيوبى يستحق الإشادة والتقدير, حيث هددت السودان بالانسحاب من هذه المفاوضات, وطالبت بتأجيلها لمدة أسبوع للمزيد من التشاور, وذلك احتجاجا على مواقف إثيوبيا غير الثابتة.

للأسف, كان الموقف السودانى وقت نظام عمر البشير ضاغطا على مصر, بسبب انحيازه, ولو بشكل غير رسمى, إلى الموقف الإثيوبى والوقوع فى "شرك" خداع أديس أبابا, وترديد مقولة أن السد مفيد للسودان, ولسبب أو لآخر كانت حكومة البشير تردد مثل هذه الأقوال, رغم أنها كانت تتظاهر بالحيادية.

المواقف السودانية الأخيرة واضحة وقوية, وتنحاز, بشكل واضح, إلى المصالح السودانية, التى هى المصالح المصرية نفسها, فالبلدان من مصلحتهما معا ضرورة وجود اتفاق ملزم للدول الثلاث, حتى لا تكون مصر والسودان رهينتين لإثيوبيا, وأهوائها, ومشكلاتها الداخلية والخارجية.

إثيوبيا تتلاعب وتراوغ منذ 9 سنوات تقريبا, وحينما بدأت مصر تتعافى بعد ثورة 30 يونيو وقعت اتفاقية "إعلان المبادئ" التى تحاول أديس أبابا أن تتنصل منها الآن.

الاتفاقية واضحة وصريحة, بضرورة التفاهم والالتزام بقواعد التشغيل والملء, لكن إثيوبيا تريد استمرار التفاوض إلى أجل غير مسمى.

الجديد فى الموقف الإثيوبى أن أديس أبابا تريد التوصل إلى اتفاق لكن غير ملزم, وهى لغة جديدة وعجيبة, ولأول مرة نسمع عنها, فهل هناك اتفاق وفى الوقت نفسه غير ملزم؟!

الاتفاق معناه اتفاق ملزم لجميع الأطراف المشاركة فيه, أما أن يكون هناك اتفاق وغير ملزم فهذا هو الجديد الإثيوبى الذى يؤكد أن أديس أبابا غير جادة فى تعاملها مع ملف سد الأزمة, وما يتعلق بدولتى المصب مصر والسودان.

وحدة الموقف المصرى والسودانى كفيلة بفضح نية إثيوبيا أمام الاتحاد الإفريقى والمجتمع الدولى, وهذا هو المهم فى هذه المرحلة.

عبد المحسن سلامة

Back to Top