ذكريات "الطريق الزراعى"..!
الإثنين 14-9-2020
فى أثناء ذهابى لحضور المؤتمر الصحفى للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى مدينة بنها، سلكت محور "شبرا- بنها الحر"، وهو يمثل نقلة نوعية هائلة، وأسهم فى تخفيض زمن السفر إلى بنها لأقل من نصف ساعة، بعد أن كان نحو ساعة ونصف الساعة.
وفى أثناء عودتى، عدت من "الطريق الزراعى"، وهو الطريق، الذى يحمل لى ذكريات كثيرة رائعة، فقد كان الطريق الوحيد للسفر إلى بنها قبل "الطريق الحر"، وكان السفر فيه متعة حقيقية، قبل أن يتحول إلى تعديات، وتقاطعات عشوائية فى كل مكان.
كانت الروائح الذكية تَهبُ على المسافرين من كل جانب، حيث مزارع الفواكه، بكل أنواعها، تحيط بالطريق، خاصة مزارع الموالح، التى كانت رائحة زهورها تفوح فى الطريق، ليستمتع بها المسافرون.
كان الكثير من المسافرين يفضلون السفر من خلال "الطريق الزراعى" للاستمتاع بخدماته، واستراحاته المتميزة، وشراء الفواكه المختلفة من جانبى الطريق.
مرت كل هذه الذكريات الجميلة أمامى كشريط سينمائى فى أثناء عودتى، بعد أن تحول الطريق إلى غابة إسمنتية، وانتشرت العشوائيات على جانبيه، مثل مخازن الخردة، وقطع الغيار، والمصانع، ومعارض الفيبر جلاس، والسيارات، والأراضى الزراعية، التى تم تبويرها.
أصبح الطريق شديد الكآبة، ومحاصرا بالعشوائيات, واختفت الروائح العطرية الجميلة، وقام حِفنة من التجار والأباطرة بالاستيلاء على الأراضى الملاصقة له، واعتدوا على "حرم" الطريق، مما يعوق تطويره، ورفع كفاءته مستقبلاً.
ما حدث على طريق "مصر ـ الإسكندرية الزراعى" نموذج حى لكارثة التعديات، والعشوائيات فى مصر كلها.. وللحديث بقية.