شكرا.. أمريكا

الاثنين 21/9/202

موقف إيجابى نادر، ذلك الذى اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية، حينما قررت خفض المساعدات لإثيوبيا، وتعليق بعض المساعدات الأخرى، بسبب ما وصفته بـ"عدم إحراز تقدم" فى المحادثات الجارية مع مصر والسودان، بشأن مشروع "سد النهضة"..

هذا الموقف لم يأخذ حقه اعلامياً, ومن الضرورى التركيز عليه والبناء فوقه لأنه أول موقف دولي ضد التعنت الاثيوبى فى قضية سد الازمة "الاثيوبي".

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أوضح أن تعليق المساعدات يعكس قلق الولايات المتحدة بشأن قرار إثيوبيا الأحادى الجانب البدء فى ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق مع دولتى المصب، والتأكد من جميع التدابير الضرورية لسلامة السد.

أضاف المتحدث أن البدء فى ملء السد قبل التأكد من هذه التدابير يخلق مخاطر جسيمة على سكان دولتى المصب، ويزعزع الثقة فى المفاوضات..

لكل هذا، قررت أمريكا خفض 100 مليون دولار من المساعدات، التى كانت مقررة إلى إثيوبيا، لحثها على تغيير مواقفها، والتعامل بإيجابية مع المفاوضات الجارية، للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف مع دولتى المصب.

بغض النظر عن قيمة المبلغ، لكنه يعكس تحركا إيجابيا نادرا للولايات المتحدة فى تلك القضية "الحساسة" و"الشائكة"، وهو موقف لابد من الإشادة به، والبناء عليه، خلال الفترة المقبلة.

إثيوبيا دولة "تراوغ" و"تماطل" فى قضية السد، وتحتاج إلى موقف دولى حاسم تجاهها، وأتمنى لو حذت روسيا والصين وباقى الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن حذو الولايات المتحدة الأمريكية فى معاقبة إثيوبيا، تمهيدا لإعادة طرح القضية من جديد على مجلس الأمن، ليتخذ القرار المناسب تجاه تعنت إثيوبيا، وتهديدها السلم والأمن فى إفريقيا.

عبد المحسن سلامة

Back to Top