مصر الماضى والمستقبل
الأربعاء 14- 10- 2020
جهد أكثر من رائع، بذلته كالعادة الشئون المعنوية فى الندوة "32"، التى عُقدت يوم الأحد الماضى بمناسبة الذكرى "47" لحرب أكتوبر المجيدة.
الشئون المعنوية تقوم بدور رئيسى ومحورى فى مجابهة تزييف الوعى بعمل شاق ومنهجى لتوضيح الحقائق وتوفير المعلومات أمام الرأى العام.
لفت انتباهى الفيلم التسجيلى "مصر الماضى والمستقبل"، الذى عرضته الشئون المعنوية ضمن فعاليات الندوة.
الفيلم ذهب إلى عام 1925، الذى حصلت فيه القاهرة على وسام "أجمل مدينة فى حوض البحر المتوسط وأوروبا"، حيث كانت تضاهى أحدث المدن الأوروبية, بل تفوقها جمالا وتألقا.
ليس هذا فقط، لكن الوضع الاقتصادى لمصر كان فى أفضل حالاته, حيث قامت القاهرة بتقديم مساعدات اقتصادية، خلال الحرب العالمية الأولى، إلى بلجيكا.. وغيرها من الدول الأجنبية، من منطلق إنسانى.
الفيلم تطرق، بسرعة، إلى أسباب التراجع الاقتصادى، الذى تعمق مع نكسة 1967, حيث قامت الدولة بتوجيه معظم مواردها إلى الإعداد للحرب, مما أثر سلبا على كل الأوضاع الاقتصادية, وتراجع البنية الأساسية.
المشهد نفسه تكرر، تقريبا، بعد محاولات إسقاط الدولة، ونشر الفوضى، وسيطرة الإخوان على الحكم فى مصر بعد 2011.
انتشرت الفوضى، والانفلات, وتوقفت حركة العمل والإنتاج, وتم استنزاف احتياطيات الدولة من العملات الأجنبية، حتى قامت ثورة 30 يونيو 2013, التى بدأ معها تغيير المسار، واستعادة تصحيح الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والأمنية.
مسيرة صعبة خاضها الشعب المصرى, والمهم الآن كيفية الحفاظ على ما تحقق من إنجازات، وزيادة معدلات التنمية خلال المرحلة المقبلة.
عبد المحسن سلامة