خليفة بن سلمان
الجمعة- 13-11- 2020
التقيت الأمير خليفة بن سلمان، رئيس مجلس وزراء البحرين، رحمه الله، عدة مرات،فى مقر المجلس, قبل رحيله، والذى وافته المنية، أمس الأول، فى مستشفى "مايو كلينك" بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد حياة حافلة بالعطاء لمملكة البحرين، والأمة العربية كلها.
طوال 49 عاما، ظل الأمير خليفة بن سلمان رئيسا لوزراء البحرين, وهى الولاية الأطول لرئيس حكومة على مستوى العالم, حيث تولى رئاسة الحكومة منذ استقلال البحرين عام 1970 حتى وفاته، وهو عم الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
فى كل لقاء معه، كان شغوفا بمصر، ومُحبا لها, ومعترفا بالفضل لها بشكل يفوق ما كنت أتخيله قبل لقائى به.
يتحدث، رحمه الله، عن مصر بصفتها الشقيقة الكبرى، وصاحبة الأيادى البيضاء على الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
كان يحفظ أسماء كل الكُتاب والصحفيين البارزين, ورموز الفن، والإعلام، والتعليم, ويناقش التفاصيل المصرية، بكل دقة، فى مختلف المجالات، على مدى سنوات طويلة حتى وافته المنية.
يُعتبر، رحمه الله، ذاكرة الأمة العربية المتحركة, والمتمسك بالثوابت العربية, والمدافع عنها، وفى الوقت نفسه كان منحازا بشدة لكل ما هو مصرى، باعتبار أن مصر- من وجهة نظره- هى قلب العرب النابض, وإذا توقف القلب - لا قدر الله- مات الجسد كله.
نجح خلال فترة رئاسته الحكومة فى تحويل البحرين من دولة تعتمد بشكل رئيسى على إيرادات النفط إلى مركز مالى ومصرفى, وأحد أكبر منتجى ومصدرى الألومنيوم فى الشرق الأوسط.
كان يحلم دائما بالعودة إلى مصر، وزيارتها، وقضاء وقت أطول فيها, لكن ظروفه الصحية، التى ألمت به منذ فترة ليست بالقصيرة، لم تُمكنه من تحقيق ذلك الحلم, فظل محتفظا بذكرياته الجميلة عن مصر وشعبها.
رحم الله فقيد البحرين، والأمة العربية؛ الأمير خليفة بن سلمان, وألهم شعب البحرين والوطن العربى الصبر والسلوان.
عبد المحسن سلامة