ياسر عصر..!
الجمعة- 20-11- 2020
حينما تعمل بجدية، وإخلاص، وتفانٍ, فلابد أن يقف المجتمع كله إجلالا وتكريما، ليس من أجل شخصك، وإنما من أجل قيمة يجب الحفاظ عليها، وترسيخها داخل جنبات هذا المجتمع.
لا تنهض الدول، أو تتقدم، إلا بالعمل، والجدية, والإصرار على النجاح، فى كل المجالات، من كل الفئات: التلميذ فى مدرسته, والعامل فى مصنعه, والفلاح فى أرضه, والمدير فى موقعه, والمسئول، أيا كان، فى مكان مسئوليته.
لا تتقدم الدول "بالفهلوة"، و"القفزات البهلوانية"، ونظرة بسيطة على الدول المتقدمة؛ نجد أن الشعار الدائم لها هو أن "الإجادة فى العمل سر النجاح"، على عكس الدول المتخلفة، التى تتراجع فيها قيم العمل، والاجتهاد لمصلحة "الفهلوة" و"التفاهة".
اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، فلاح مصرى أصيل، من طين أرضنا الطيبة، ومن قرية مشتهر، إحدى قرى مركز طوخ بمحافظة القليوبية، ضرب أروع الأمثلة فى التضحية، والفداء, وترسيخ قيم العمل والجدية.
هو لواء مقاتل بحق, وسيرته كلها نموذج للتفانى، والإخلاص, لأنه كان يعطى بسخاء, ولا ينتظر المقابل.
لم أسعد بمقابلته، أومعرفته، لكنني تابعت مسيرته المهنية, فوجدته تدخل من قبل لمحاصرة حريق فى السكك الحديدية، رغم أنه كان، وقتها، مأمورا لقسم الضواحى، وذلك فى 7 يناير 2016, ولم ينتظر وصول قوات الحماية المدنية, وقام وزير الداخلية السابق اللواء مجدى عبد الغفار بتكريمه لموقفه البطولى.
المشهد نفسه، تكرر يوم الثلاثاء الماضى، حينما شب حريق داخل هواية مترو الأنفاق بمحطة مسرة بشبرا, وأصر البطل الشهيد على المشاركة بنفسه فى إخماده ، ليلقى وجه ربه شهيدا، بعد أن نجح فى ذلك.
سلاما إلى روحه الطاهرة, وإلى كل مواطن شريف يبذل الجهد والعرق من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا.
عبد المحسن سلامة