من محمد عبده إلى تولستوى..!
الاربعاء25-11- 2020
"نظرتم نظرة فى الدين مزقت حجب التقاليد،ووصلتم بها إلى حقيقة التوحيد, ورفعتم صوتكم تدعون الناس إلى ما هداكم الله إليه, وتقدمتم أمامهم بالعمل لتحملوا نفوسهم عليه, فكما كنتم بقولكم هواة للعقول، كنتم بعلمكم حاثين للعزائم والهمم, وكما كانت آراؤكم ضياء يهتدى به الضالون, كان مثالكم فى العمل إماما يقتدى به المسترشدون".
تلك الفقرة هى جزء من رسالة للإمام الأكبر محمد عبده إلى الروائى الروسى الكبير ليو تولستوى عام 1904.
استجاب تولستوى لرسالة الإمام، وجاء فى رده: "أشعر بأن ديننا واحد، لأننى أعتقد أن ضروب الإيمان مختلفة، ومتعددة, ولكن ليس ثمة سوى دين واحد هو الدين الحقيقى، وإننى لآمل ألا أكون مخطئا إذا افترض، عبر ما يأتى فى رسالتكم, أننى أدعو إلى الدين نفسه الذى هو دينكم، الدين الذى يقوم على الاعتراف بالله، وبشريعة الله، التى هى حب القريب, ومبادرة الآخر بما نريد من الآخر أن يبادرنا به،إننى لمؤمن بأن كل المبادئ الدينية الحقيقية تنبع من هذا المصدر".
قرأت رسالة الإمام محمد عبده، والرد عليها من الروائى الكبير تولستوى، فى الصفحة الثانية بـ"الأهرام"، التى تشرف عليها الزميلة المتألقة يسرا الشرقاوى, وقام بإعدادها الزميل الأديب الكبير محمد حربى, يوم الأربعاء الماضى، ليرد بذلك على الرئيس الفرنسى ماكرون، وعدم فهمه لصحيح الإسلام, ليس هذا فقط بل قام بكتابة مقال عن النبى محمد قال فيه "إن النبى محمد من عظام المصلحين، الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة, ويكفيه فخرا أنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام, وفتح لها طريق الرقى والمدنية, وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا رجل جدير بالاحترام والإكرام".
عبد المحسن سلامة