1470 دينارا لكل دولار..!
الخميس- 24- 12- 2020
بغداد، التى كانت، ومازالت، عاصمة العراق، الدولة النفطية العظيمة, والتى تملك نهرين عظيمين هما "دجلة" و"الفرات", أصبحت الآن على "المحك"، إما أن تخرج من أزمتها، أو تنهار - لا قدر الله - أكثر مما هى فيه.
منذ أيام، أقدمت الحكومة العراقية على حزمة إجراءات قاسية، شبهها بعض الخبراء بـ"القفز إلى المجهول"، ومن بين هذه الإجراءات تخفيض سعر العملة أمام الدولار الأمريكي، ليصبح 1470 دينارا لكل دولار.
تخيلوا 1470 دينارا لكل دولار, شىء غير مصدق, بعد أن كان الدينار العراقى، قبل انهيار العراق واحتلاله، أقوى من الدولار.
قبل الغزو الأجنبى للعراق، كان هناك ملايين المصريين يذهبون إلى العراق للعمل فى قطاعات الزراعة, والمقاولات، والأعمال الأخرى, وكانوا يقومون بتحويل مدخراتهم إلى مصر نتيجة فرق سعر الصرف الضخم بين الدينار والجنيه والدولار.
مأساة كبرى يعيشها العراق الشقيق بسبب الفوضى, والفساد, وسيطرة الميليشيات والجماعات المسلحة, على مقدرات الأمور هناك, وقيام تلك الجماعات بزرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناء الشعب، وتقسيمهم إلى سنة، وشيعة، وأكراد، ومسيحيين، وأزيديين.. وغيرهم من الفئات.
العراق هو النموذج المأساوى، الذى وضعته المخططات الشيطانية، لتحويل المنطقة العربية كلها إلى ذلك النموذج الكارثى.
قلبى مع العراق الشقيق، متمنيا له خروجا سريعا من ذلك النفق المظلم.
عبدالمحسن سلامة