ديمقراطية القرن الـ"21"
الجمعة- 8- 1- 2021
جذبنى كتاب "ديمقراطية القرن الـحادى والعشرين" للصديق الدكتور وحيد عبدالمجيد من عنوانه، وتساءلت: هل هناك ديمقراطية لكل قرن؟.. وهل هناك مفاهيم متعددة للديمقراطية؟!
الدكتور وحيد عبد المجيد صحفى وسياسى قدير، وله عمود يومى (اجتهادات) فى "الأهرام"، ومدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية السابق، أى أنه، باختصار، صاحب خبرة، وتجربة مهمة، وحينما يكتب، أو يتحدث، عن الديمقراطية، فلابد أن نقرأ له، وننصت إليه.
فى مقدمة الكتاب، يشير الدكتور وحيد إلى أنه لا توجد جنة على الأرض، وليس هناك نظام سياسى مثالى، وربما لن يكون، لأن الأمور نسبية.
تتفاوت النظم الديمقراطية من حيث أفضلية أى منها، مقارنة بالنظم التى لا تُعد ديمقراطية، ونجد مثل هذا التفاوت فى نظام ديمقراطى محدد هنا أو هناك، ومن وقت إلى آخر.
يستعرض الكتاب الأزمات التى تواجه الديمقراطية التمثيلية، باعتبارها أزمة غير مسبوقة شغلت عددا كبيرا من الباحثين والخبراء منذ مطلع القرن الحادى والعشرين.
أزمة الديمقراطية التمثيلية تبدو أكثر وضوحا فى الولايات المتحدة الأمريكية، منذ فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة هناك، التى أجريت فى نوفمبر 2016، مما دعا "ستيفن ليفتسكى" و"دانييل زيبلات" إلى تأليف كتاب "كيف تموت الديمقراطيات؟"، الذى يشير إلى فزعهما من تداعيات وجود ترامب فى البيت الأبيض، وتشبيه ذلك بصعود "الفاشية" فى إيطاليا مطلع عشرينيات القرن الماضى، وصعود "ألبرتو فوجيمورى" إلى الحكم فى بيرو عام 1990، مرورا بالانقلاب على حكومة "سلفادور أليندى" الاشتراكية فى تشيلى عام 1973.
الكتاب وجبة دسمة، ويطرح رؤية نحو مزيج من الديمقراطية التمثيلية، والديمقراطية المباشرة، للخروج من أزمة الديمقراطية التمثيلية.
عبدالمحسن سلامة