الدولة والفوضى..!
إذا كنا نتحدث عن مرور10 سنوات على ثورات "الربيع العربى"، التى تحولت إلى "خريف"حارق فى معظم الدول، التى اندلعت فيها تلك الثورات, فإنه من المهم قراءة كتاب"الدولة والفوضى" للزميل النائب مصطفى بكرى.لقد قرأت، باهتمام، ماجاء فى الأجزاء الأربعة لهذا الكتاب (الوثيقة)، الذى يحكى فى الجزء الأول منه قصةتسريبات السيدة هيلارى كلينتون، وعلاقتها بـ"مؤامرة" الربيع العربى, ويرصدفىالجزء الثانى تفاصيل المرحلة الانتقالية، التى قادها باقتدارالمشير محمد حسين طنطاوى.أما الجزء الثالث، فقدجاء بعنوان "اختطاف وطن"، ويرصد فيه اختطاف الإخوان الدولة المصرية لمدةسنة، من 30 يونيو2012 إلى 3 يوليو 2013.وأخيرا، الجزء الرابع،الذى خصصه لرصد "ثورة 30 يونيه", وانحياز الجيش لخيار الشعب فى 3يوليو،بعد أن سادت البلاد حالة من الفوضى, كادت تهدد بسقوط مؤسسات الدولة المصرية،واندلاع الحرب الأهلية بين أبناء الشعب، بسبب ممارسات جماعة الإخوان, ومحاولة "أخونة"البلاد، والسعى إلى طمس هوية المواطنين.تفاصيل كثيرة، ومثيرة،كشف عنها الزميل مصطفى بكرى فى الأجزاء الأربعة، بدءا من المقدمات، التى شهدتهاالبلاد، قبل وفى أثناء ثورة 25 يناير, وحتى تنحى الرئيس الأسبق (مبارك) عن السلطة،مرورا بالمرحلة الانتقالية الصعبة، التى تحمل عبء مسئوليتها المجلس العسكرى، ثممرحلة حكم الإخوان، التى اتسمت بالفوضى، والانفلات، وتراجع دور مؤسسات الدولة،وانتهاء بـ"ثورة 30 يونيه"، التى نجحت فى إنقاذ الدولة المصرية منالسقوط والانهيار.جهد كبير يستحق عليهالتقدير الزميل مصطفى بكرى، حيث نجح باقتدار فى تسجيل، وتوثيق، الكثير من الأحداثالمهمة، التى لن تُمحى من ذاكرة الوطن.
عبدالمحسن سلامة