"الوفد"..!
الجمعة 12-2-2021
لن أتطرق إلى الخلافات الدائرة، الآن، بحزب الوفد, لأن "أهل مكة أدرى بشعابها", ويقينى أن أصحاب "البيت" قادرون على حل مشكلاتهم بالحوار، والهدوء، والعقلانية، بعيدا عن التشنج، والانفعال.
المستشار بهاء أبوشقة، رئيس حزب الوفد, ووكيل مجلس الشيوخ، من الشخصيات البارزة فى الحزب منذ فترة طويلة, وأتمنى أن ينجح فى معالجة الأزمة العابرة، التى تجتاح "الوفد" الآن.
بعيدا عن القرارات الأخيرة, أتمنى أن يتدخل حكماء الحزب فى الأزمة, ويتم تصويب الأخطاء، وحل المشكلات داخل "بيت الأمة"، دون ضجيج، وانفعال من جانب كل أطراف الأزمة.
"الوفد" حزب سياسى عريق، ويمكن أن يكون له مستقبل مشرق، إذا نجحت جهود المخلصين من أبنائه فى حل مشكلاته.
للأسف الشديد، حزب الوفد يعانى مشكلات منذ فترة ليست بالقصيرة, وكلما خرج من مشكلة دخل فى أخرى, ومعظم هذه المشكلات داخلية، أى من داخل الحزب ذاته، وليست من خارجه.
كان من الممكن أن يكون "الوفد" هو الحزب الأكبر، والأكثر تأثيرا فى الحياة السياسية، إذا نجح فى أن يكون "الوعاء"، الذى يجمع كل التيارات الليبرالية فى الساحة السياسية, لكن "تقوقعه"، وانغماسه فى أزماته الداخلية, جعل الكثير من قياداته، وأبنائه ينشقون عنه, ويلجأون إلى إنشاء أحزاب أخرى، للأسف لم تنجح, لكنها أضعفت حزب الوفد.
ميزة "الوفد" الأساسية أنه حزب عظيم، يعبر عن التيار الليبرالى الوسطى المعتدل، وله قواعد شعبية لاتزال موجودة, وإصلاح "الوفد" ليس مستحيلا, وأتمنى نجاح قياداته فى إزالة الاحتقان، وحل المشكلات، لكى يستمر هذا الحزب العريق فى قيادة المعارضة الوطنية، فى تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر.
عبدالمحسن سلامة