إصابات ووفيات "كورونا"

الخميس 18-2- 2021

استكمالا لمقال أمس, عن وقائع افتتاح المشروعات الصحية فى الإسماعيلية أمس الأول, هناك سؤال يتعلق بالعلاقة بين المبادرات الصحية ومواجهة جائحة "كورونا", وهل أسهمت تلك المبادرات فى الحد من مخاطر الوباء؟!

مصر كانت لها طريقتها الخاصة فى التعامل مع الفيروس, وهى طريقة تتماشى مع ظروفها وإمكاناتها, حيث لم تلجأ إلى الإغلاق التام, وكذلك لم تلجأ إلى المسح الشامل للمواطنين, وإجراء "المسحة" للجميع, كما فعلت دول أخرى.

نجحت تلك الطريقة فى الحفاظ على الأداء الاقتصادى العام, وحققت مصر نموا اقتصاديا إيجابيا, وكانت من بين دول قليلة نجحت فى ذلك, وعلى المستوى الصحى, فقد نجحت مصر فى توفير العلاج لكل المصابين, الذين تظهر عليهم الأعراض, مما أدى إلى تخطى أصعب الموجات السابقة لـ "كورونا".

الأرقام, التى لا تكذب, هى أرقام الوفيات, وهى أرقام منخفضة, إذا تمت مقارنتها بعدد السكان, وليس بعدد المصابين, لأن أرقام الإصابات تعبر فقط عن الذين تم إجراء "مسحات" لهم بعد ظهور الأعراض عليهم.

سبب انخفاض أرقام الوفيات يرجع إلى نجاح المبادرات الصحية فى علاج الكثير من الأمراض مثل أمراض الكبد, والضغط, والسكر, وعلاج مرضى قوائم الانتظار.

هذه الأمراض, وغيرها, تسهم بشكل رئيسى فى ارتفاع الوفيات بين مرضى "كورونا", وعلاجها أسهم فى قدرة هؤلاء المرضى على مواجهة الجائحة خلال الفترة الماضية.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أشار إلى نقطة مهمة وحيوية, وهى أن المبادرات أسهمت فى وجود قاعدة بيانات متكاملة لأكثر من 70 مليون مواطن, وأسهمت فى تشكيل ثقافة جديدة لدى المواطنين قائمة على الوعى الصحى, وخطورة الأمراض المعدية.

يبقى بعد ذلك وعى المواطن, وحرصه على الاهتمام بأسرته, ولن يكون ذلك إلا من خلال فكرة الوعى بتنظيم أسرته, ومدى قدرته على توفير حياة كريمة لهم.

عبد المحسن سلامة

Back to Top