رحلة ممتعة..!
19- 3- 2021 الجمعة
اصطحبنى الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، فى رحلة ممتعة، استمتعت بها، على مدى عدة ساعات متقطعة طوال الأسبوع الماضى، وأنا أقرأ مذكراته "الرواية.. رحلة الزمان والمكان".
القراءة متعة لا تعادلها متعة، وسوف تظل كذلك، ولولا القراءة والبحث لما وصلت البشرية إلى ما هى فيه الآن من تقدم فى مختلف المجالات.
عدم القراءة يعنى، ببساطة، عدم البحث، وعدم البحث يعنى، ببساطة، عودة عصور الظلام والتخلف.
الدكتور مصطفى الفقى شخصية من طراز خاص، فهو يجمع بين الدبلوماسى، والمثقف، والسياسى، والأكاديمى، وفى جلساته تحب الاستماع إليه، فهو من الحكائين العظام، وخلال أحاديثه لا تتسلل إليك أى ذرة من الملل.
الحال نفسها، حينما تقرأ مذكراته تَستغرقك الأحداث، والفصول، وتُدهشك صراحته، وموضوعيته، فهو من المؤمنين بأنه ليس هناك من يحتكر الحقيقة، أو يدعى، وحده، الصواب، فالواقعة الواحدة تختلف فيها وجهات النظر، وفقا لأطرافها، والحدث الواحد لا يتفق عليه معاصروه، وفقا لاختلاف ثقافاتهم، وانتماءاتهم.
فىمقدمة الكتاب يقول: "لن أسمح لمشاعرى الشخصية أن تطغى على الحقيقة، ولن أتيح للهوى الإنسانى، من حب وكراهية، أن يلون المشاهد، ليرفع من يشاء، ويسىء لمن يريد".
من تلك الأرضية، انطلق الدكتور مصطفى الفقى يحكى قصته مع الحياة، بدءا من قريته "كوم النصر"- مركز المحمودية- محافظة البحيرة، وعلاقته بخال الأسرة (المغازى باشا)، تاجر الأقطان الشهير، والذى كان نموذجا للعصامية، وبأسلوبه الشيق، نجح الدكتور مصطفى الفقى فى التحليق حول كل محطات حياته، حتى محطته الحالية فى مكتبة الإسكندرية.
هى خلاصة تجربة ثرية، وممتعة، تؤكد أن الندم الإيجابى أفضل كثيرا من الندم السلبى، ولا عزاء للكسالى والمحبطين.
عبدالمحسن سلامة