سعدية.. وخطاب والخنانى
الأربعاء 5-5-2021
فى أقل من أسبوع فقدت أسرة تحرير الأهرام, 3 من الزملاء الصحفيين دفعة واحدة أولهم سعدية شعيب, وثانيهم مدحت خطاب, وأخيرا عبدالحسيب الخنانى.
الزميلة سعدية شعيب، مدير تحرير الأهرام، هى آخر ضحايا وباء "كورونا" اللعين فى "الأهرام"، حيث وافتها المنية يوم الجمعة الماضى.
فى أثناء ذهابى إلى "الأهرام"، يوم الجمعة الماضى, اتصل بى الصديق علاء ثابت، رئيس التحرير، قائلا: البقاء لله فى سعدية شعيب، زوجها الدكتور مصطفى النشار أبلغنى بالوفاة، وهو يحاول الاتصال بك.
نزل الخبر على رأسى كالصاعقة، حيث كنت قد علمت بمرضها، وإصابتها بوباء "كورونا" هى وزوجها وابنتهما قبل الوفاة بعدة أيام، ودخلت بعد ذلك مستشفى العزل فى العجوزة، وكان آخر اتصال بها يوم الأربعاء، قبل وفاتها بيومين.
سعدية شعيب زميلة لا يختلف إثنان عليها، حيث دماثة الخُلق، ولين الطباع، والأدب الجم، "والشطارة" المهنية، وقد عملت فى مدرسة المرحوم عبدالوهاب مطاوع بمجلة "الشباب"، كما عملت مع الأستاذة الكبيرة سناء البيسى فى "نصف الدنيا"، ثم انتقلت إلى "الأهرام" فى قسم المرأة، حتى تولت رئاسة القسم، وشغلت منصب مدير التحرير.
سعدية شعيب لم تكن ضحية "كورونا" الوحيدة، التى أوجعت قلوب زملاء المهنة فى "الأهرام"، لكنها ضمن ضحايا آخرين، مثل الزملاء محمد هندى، وعاصم القرش، وإسماعيل إبراهيم، ومحمد صيام، وعصام رفعت.
بعد نبأ وفاة سعدية شعيب, جاء خبر وفاة الزميل الخلوق مدحت خطاب, مدير تحرير الأهرام المسائى, بعد يوم عمل طويل فى الأهرام المسائى, ليزيد أوجاعنا ومتاعبنا, ولم نكن نفيق من الصدمة حتى كان خبر وفاة الزميل عبدالحسيب الخنانى الصحفى القدير والشاعر الموهوب.
للأسف الشديد، فقدنا أعزاء وأصدقاء كُثرا بسبب وباء "كورونا" اللعين، الذى لايزال يهاجم بضراوة، ويضرب بعنف، ويخطف ضحايا جددا كل يوم.
أتمنى "تسريع" وتيرة تلقى اللقاح، مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية.
الإجراءات الاحترازية لا تعنى توقف الحياة، لكنها تعنى، ببساطة، التوقف عن الأشياء التى لا لزوم لها، مثل المصافحة، والمعانقة، والتزاحم.
كل هذه الأشياء ليست ضرورية فى العمل، أو حتى فى الحياة اليومية الاعتيادية، وبالتالى يمكن تجنبها، حتى تنقشع تلك "الغمة" قريبا- إن شاء الله.
عبدالمحسن سلامة