اقتحام "الأقصى" فى رمضان
تُصر إسرائيل على سياستها المعادية للإنسانية, وعدم احترامها الأديان والمعتقدات, ولا تحترم مشاعر الفلسطينيين فى أيام وليالى شهر رمضان الكريم, وهم يؤدون الصلاة وسط قذائف قنابل الدخان والغاز.
تُصر على تهجير السكان الفلسطينيين بحى "الشيخ جراح", لإقامة مستوطنات يهودية فيها, وتقوم باقتحام المسجد الأقصى خلال إحياء ليلة القدر، وتمنع وصول الفلسطينيين للصلاة فيه, وتطلق قنابل الغاز والدخان على من ينجح فى الوصول إلى ساحة المسجد للصلاة.
ممارسات فجة، وعدوانية، رفضتها مصر، وأبلغت السلطات الإسرائيلية موقفها الرافض لاقتحام المسجد الأقصى, مشددة على ضرورة احترام المقدسات الإسلامية, وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، وصيانة حقوقهم فى ممارسة شعائرهم الدينية.
للأسف، تحول الفلسطينيون إلى لقمة "سائغة" لسلطات الاحتلال الإسرائيلى, وورقة للمزايدات الانتخابية.
هناك انقسام إسرائيلى حاد, وبعد أن كانت هناك أصوات عاقلة من اليسار الإسرائيلى بأطيافه المختلفة, اختفت هذه الأصوات, وكادت تتلاشى وسط موجات التحريض المتصاعدة لليمين المتطرف.
نجح نيتانياهو فى تدمير البنية السياسية الإسرائيلية، بقدرته الفائقة على تدمير خصومه, كما نجح فى ضرب القائمة العربية الموحدة, التى خسرت بعض المقاعد فى الانتخابات الأخيرة، التى كانت قد نجحت فى اقتناصها فى الانتخابات الماضية، بعد أن انقسمت إلى قائمتين.
المثير للذهول هو الصمت الدولى, وصمت إدارة بايدن، التى تتشدق بحقوق الإنسان، فى وقت يُمنع فيه الفلسطينيون من ممارسة شعائرهم الدينية, ويتعرضون لأبشع أنواع القهر، والذل، والتهجير.
ما يحدث فى القدس يكشف بوضوح عن ازدواجية المعايير الأمريكية، وهشاشتها, وأن بايدن لا يختلف كثيرا عن ترامب, وربما يكون أسوأ.