وجها الدراما: المضىء والمظلم
لفتة إنسانية راقية، صدرت عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم الثلاثاء الماضى، فى أثناء تفقده بعض الافتتاحات فى هيئة قناة السويس، حينما أشاد بمحتوى بعض الأعمال الدرامية فى شهر رمضان المبارك، والتى تناولت بعض الأحداث، التى مرت على مصر السنوات القليلة الماضية، خلال المواجهة مع الإرهاب الأسود.
ميزة هذه الأعمال، كما أشار رئيس الجمهورية، أنها أنعشت ذاكرة المصريين بتلك الأيام الصعبة، وأبرزت تضحيات الشعب المصرى، موضحا أن "كل أسرة قدمت شهيدا فى قطاعات الدولة، سواء من الجيش، أو الشرطة، أو القضاء، أو من ضحايا المساجد، أو الكنائس، ليكون كل ذلك هو الثمن الذى قدمته مصر فى مكافحة الإرهاب".
٣ مسلسلات مهمة (الاختيار2، وهجمة مرتدة، والقاهرة – كابول) جذبت انتباه المشاهدين، وكانت الوجه المضىء للدراما المصرية خلال شهر رمضان، وأتمنى ألا تقتصر تلك الأعمال على رمضان فقط، وأن يتم إنتاجها بشكل متوازن طوال شهور العام، لأنها تسهم فى تنمية الوعى المجتمعى بشكل كبير ومؤثر.
على الجانب الآخر، وعلى العكس تماما، نجد أن هناك مجموعة من المسلسلات تسهم فى نشر ثقافة العنف، والقتل، والثأر، والتخلف، وكلها شرور لا تقل خطورة عن الإرهاب، مثل مسلسلات "ملوك البلطجة" (الجدعنة) ، و"نسل الأشرار" (الأغراب) ، و"موسى"، وهى المسلسلات الأكثر سوءا فى الدراما المصرية هذا العام.
ما حدث فى مسلسل "ملوك البلطجة" تكرر بالتفاصيل فى الوراق بالجيزة، بعد مشاهدة المسلسل، حينما قام إثنان من الأشقياء، وهما شقيقان، بقتل مواطن أمام المارة، بعد تهديدهما الأهالى بالقتل إذا تدخلوا، مكررين أحداث ذلك المسلسل السيئ.
ليس معنى ذلك أن تتوقف الدراما على الأعمال التنويرية، والبطولية، فهناك مسلسلات أخرى كانت محل تقدير، وليست لها علاقة بالأعمال البطولية، أو مكافحة الإرهاب.
المهم أن تكون هناك رسالة إيجابية، بعيدا عن رسائل القتل، والثأر، والتخلف العقلى أو إشاعة منطقى اللادولة ونشر البلطجة.