مصر..«وقت الشدة»
نشر بالأهرام الخميس 20-5-2021
مصر «وقت الشدة» هى السند، والداعم للفلسطينيين، والقضية الفلسطينية, ومن أجلها، خاضت مصر كل حروبها، بدءا من حرب 1948, ومرورا بالعدوان الثلاثى, وحرب 67, وانتهاء بحرب أكتوبر فى 1973.
أمس الأول، ظهر المعدن المصرى الأصيل من جديد فى باريس، حينما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار، كمبادرة تُخصص لمصلحة عملية إعادة إعمار غزة، نتيجة أحداث العدوان الإسرائيلى الغاشم عليها.
مبادرة رئيس الجمهورية كانت مفاجأة سعيدة لكل المصريين، الذين اجتمعوا حولها، وأيدوها, وكان لها وقع السحر فى «تجميع» عقول، وقلوب المصريين حول الرئيس، بعد العدوان الإسرائيلى، الذى استهدف قتل النساء، والأطفال، وتدمير الطرق، ومحطات الكهرباء، والمياه, وهدم المنازل فوق رءوس السكان.
مصر لديها خبرة هائلة فى مجال مشروعات البنية التحتية، والإسكان, والطرق، ومحطات الكهرباء، والمياه, بعد أن أثبتت الشركات المصرية قدرتها الفائقة على تنفيذ هذه المشروعات.. وغيرها، طبقا لأحدث المواصفات العالمية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع العالم أمام مسئولياته بهذا القرار الجرىء، لأنه أول رئيس دولة فى العالم يُعلن بدء حملة لإعادة إعمار غزة، فى رسالة واضحة إلى إسرائيل، مفادها أنه ستتم إزالة آثار العدوان فى أقل مدة ممكنة, وأن العنف لن يَحل المشكلة, وأن الحل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق سلام عادل، وشامل، يتضمن حل الدولتين على حدود 1967.
لو تحرك العالم بالسرعة نفسها، التى تحركت بها مصر, وتم إعلان مبادرات، على غرار المبادرة المصرية، فإن ذلك سوف يعجل بتخفيف آلام الفلسطينيين بعد تدمير منازلهم, وانهيار كل الخدمات.
رغم كل الصعوبات، التى تواجهها مصر، فهى، كالعادة، لا تبخل على الأشقاء بما تستطيع، وبما لا تستطيع، لأن مصر كانت هى القيادة, وهى القلب النابض لكل الأمة العربية، وستظل حتى قيام الساعة ــ إن شاء الله.