التفرقة العنصرية
نشر بالأهرام الأثنين 24-5-2021
فى المؤتمر الصحفى مع نظيره الكورى الجنوبى، تطرق الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مساء الجمعة الماضى، إلى ضرورة المساواة والعدالة للسكان العرب فى إسرائيل، ردا على سؤال صحفى بشأن ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية.
مشكلة إسرائيل أنها تسوق لنفسها، أمام العالم، أنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وفى الحقيقة هى واحة للتفرقة العنصرية، وأنها الدولة الوحيدة فى العالم، الآن، التى تمارسها بين المواطنين، بعد سقوط آخر معاقل التفرقة العنصرية فى جنوب إفريقيا، وزيمبابوى.
تفجرت المشكلة الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب محاولات تل أبيب المستمرة «تهويد» القدس، وتهجير السكان العرب، وهدم منازلهم، وإقامة مستوطنات يهودية على أنقاض المساكن العربية.
لم تكن مشكلة سكان حى الشيخ جراح هى الأولى، ولن تكون الأخيرة، وإنما هى سيناريو مستمر، ومتكرر، فى المناطق الفلسطينية، داخل إسرائيل، أو حتى فى المناطق، التى تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.
بداية الحل، هى وقف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى التى تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بالضفة والقطاع، وكذلك فى القدس، وداخل المناطق الإسرائيلية التى يسكنها عرب.
المساواة والعدالة تقتضى عدم اقتحام المسجد الأقصى، والمساجد الأخرى، والكنائس، فى أساليب همجية غير مقبولة، وإقرار مبدأ حرية العبادة لما يقرب من «مليونى» عربى داخل دولة إسرائيل، ليكون الحق كاملا فى كل الحقوق والواجبات، بعيدا عن التفرقة العنصرية، وهجمات المستوطنين الهمجية، ولجوء قوات الأمن إلى العنف، والقتل ضد السكان العرب.
أعتقد أن هناك تغييراـ بعض الشئ ـ فى العقلية الأمريكية تجاه الممارسات الفجة الإسرائيلية، وعلى العرب أن يستفيدوا من هذا التغيير، والبناء عليه بشكل عاجل، ومدروس.