الطفلة والطفل..!

 

نشر بالأهرام الخميس 27-5-2021

لم تكتف إسرائيل بما فعلت من قتل، وتدمير، وتخريب فى الأراضى الفلسطينية المحتلة, وإنما تقوم، الآن، بحملة مسعورة لاعتقال أكبر أعداد ممكنة من الفلسطينيين، من عرب 1948، بتهمة التحريض على العنف, أو المشاركة فى أعمال عنف ضد قوات الاحتلال، فى أثناء عملية الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية.

لم تفرق إسرائيل فى حملة الاعتقالات بين الأطفال، أو النساء، أو الشيوخ, وإنما قامت باعتقال أكثر من 500 فلسطينى حتى الآن، فى محاولة لإذلال الفلسطينيين، وكسر إرادتهم، والتنكيل بهم.

حملة الاعتقالات تزامنت مع وصول وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن, الذى قام بزيارة الأراضى المحتلة, وإسرائيل، ومصر, والأردن, فى إطار جهود تثبيت وقف إطلاق النار, وإعادة إطلاق عملية السلام.

أكثر المشاهد، التى استفزت العالم، مشهد طفلة صغيرة، لا يتجاوز عمرها السنوات الست، وهى تبكى بحُرقة، وتتوسل إلى جنود الاحتلال الإسرائيلى لإطلاق سراح شقيقها الطفل “بسام مازن الكسوانى”، الذى يبلغ من العمر 10 سنوات, فى أثناء القبض عليه بمنطقة “بيت حنينا” بالقدس, ووضعه داخل سيارة الشرطة، بتهمة إلقاء حجارة على المستوطنات الإسرائيلية.

هز الفيديو المتداول للطفلة مشاعر العالم، مما أجبر قوات الاحتلال على إطلاق سراح الطفل بعد ذلك, والذى تم القبض عليه حينما كان يلعب مع أقرانه بجوار منزله.

تركوا الطفل، واستدعوا والده، ليواصلوا حملة التنكيل, والتفرقة العنصرية بين السكان الفلسطينيين والإسرائيليين، فى مشاهد مستفزة لكل أصحاب الضمائر الحية فى العالم.

 

Back to Top