«تخاريف» آبى أحمد..!
نشر بالأهرام الأربعاء 2-6-2021
ربما يكون آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، معذورا بسبب الكماشة «الملفوفة» حول رقبته، نتيجة فشله الداخلى, وحالة التوتر والاحتقان السائدة بين القبائل والأقاليم الإثيوبية من ناحية, ومن ناحية أخرى حالة العُزلة الدولية التى تعيشها أديس أبابا الآن، بعد المذابح التى ارتكبتها قوات آبى أحمد فى إقليم «تيجراى».
هذه الأوضاع المتردية ربما تكون وراء الحالة النفسية السيئة التى يعيشها آبى أحمد الآن، والتى تدفعه إلى محاولة إيجاد شماعة لصرف نظر الشعب الإثيوبى عن مشكلاته المتصاعدة، والمتراكمة.
آبى أحمد خرج مجددا ليغرد خارج السرب, ويعلن عن نية إثيوبيا بناء العديد من السدود فى مناطق مختلفة من إثيوبيا, وكأن نهر النيل ملكه وحده, ولا يبالى بدول حوض النيل الأخرى.
تصرفات مستفزة لا تخرج من رئيس وزراء دولة مسئول عن أقواله وتصرفاته, لكنها تتماشى مع أفعاله المستفزة داخل إثيوبيا وخارجها, وجرائمه الدموية، التى راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب الإثيوبى الأبرياء.
رد وزارة الخارجية كان حاسما وواضحا، والذى جاء على لسان السفير أحمد حافظ, المتحدث الرسمى للوزارة.
الوزارة رفضت تصريحات آبى أحمد، وأكدت أنها تكشف عن سوء نية إثيوبيا فى تعاملها مع نهر النيل, وغيره من الأنهار الدولية، التى تتشاركها مع دول الجوار, وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها, وتخدم مصالحها فقط.
السفير أحمد حافظ أوضح أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى ما هى إلا استمرار لنهجه المؤسف، الذى يضرب بعُرض الحائط قواعد القانون الدولى واجبة التطبيق، والتى تنظم حقوق الانتفاع من الأنهار الدولية, وهى القواعد التى تفرض على إثيوبيا احترام حقوق الدول المشاطئة لهذه الأنهار، وعدم الإضرار بمصالحها.
لن ينجح آبى أحمد فى الداخل، لأنه غير جاد فى معالجة مشكلاته هناك, ولن ينجح أسلوبه فى معالجة مشكلات نهر النيل، لأنه، أيضا، غير جاد، ولا تتوافر لديه إرادة الحل.