سيدة.. غيرت وجه محافظة
نشر بالأهرام الخميس 17-6
«إيفلين بوريه» سيدة سويسرية، لكنها أحبت مصر، وعاشت فيها، ونجحت فى تحويل قرية نائية فى قلب الفيوم «تونس» إلى مزار سياحى، ومقصد للسياحة الداخلية، والخارجية.
السيدة السويسرية، التى تُوفيت أخيرا، ورحلت فى هدوء، عن عمر يناهز الـــ« 82 عاما»، جاءت إلى مصر، منذ ما يقرب من نصف قرن، مع والدها الدبلوماسى، الذى كان يعمل فى السفارة السويسرية بالقاهرة.
مثل كل الأجانب، كانت «إيفلين» شغوفة بمصر، وآثارها، وزارت المناطق السياحية المختلفة فيها، وانبهرت بها، ووقعت فى عشق مصر والمصريين، ثم سافرت فى رحلة سياحية إلى بحيرة "قارون" بمحافظة الفيوم.
خلال رحلتها، زارت قرية «تونس»، التى كانت عبارة عن مزرعة ضخمة من الخضر، والفاكهة، والأشجار، وبها عدد قليل من المنازل الريفية.
وقعت السيدة السويسرية فى عشق الحياة الريفية البسيطة، حيث لم تكن هناك كهرباء، أو مياه شرب، وقررت أن تعيش هناك مثل كل السيدات المصريات.
لم تستسلم «إيفلين بوريه» لهذا الواقع، وقررت تحويل القرية إلى مزار سياحى، من خلال استغلال الإمكانات الطبيعية الموجودة هناك، خاصة ما يتعلق بالخزف وفنونه، التى تجيدها، باعتبارها خريجة فنون تطبيقية.
تحولت قرية «تونس»، على يديها، من قرية ريفية مغمورة إلى قرية سياحية متميزة فى إنتاج الخزف والفخار، وأوصت بأن تُدفن فى منزلها، بعد أن جهزت مكانا لذلك.
بوفاة السيدة «إيفلين»، خيم الحزن على أبناء قرية «تونس» ومحافظة الفيوم، لأنها أحبتهم، وبادلوها حبا بحب.
هى نموذج للإرادة، والعطاء، وعدم الاستسلام، والقدرة على تغيير الواقع الصعب إلى الأفضل، بشرط الحب والإخلاص.