نشر بالأهرام الثلاثاء 22-6

استوقفنى، أمس، الموقف اليونانى الواضح، والقوى، المساند لمصر فى قضية مياه النيل, وذلك خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، بقصر الاتحادية.

الموقف اليونانى، الذى أعلنه ميتسوتاكيس، هو أقوى موقف أوروبى فى هذا الإطار، حيث أعلن دعم أثينا الكامل للموقف المصرى فى قضية السد الإثيوبى، مشيرا إلى تفهم اليونان قضية مياه النيل، بصفتها قضية حياة بالنسبة للمصريين.

اليونان دورها قوى، ومؤثر، فى الاتحاد الأوروبى, وأتمنى لو تبنت أثينا هذا الموقف داخله، بحيث يتحول إلى موقف معلن، وواضح، من كل دول الاتحاد الأوروبى فى هذه القضية الحيوية بالنسبة لمصر.

مصر تسعى إلى السلام، وتتفهم حق إثيوبيا فى التنمية، لكنها، فى الوقت نفسه، تتمسك بحقها فى اتفاق قانونى ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد بين الدول الثلاث (مصر، والسودان، وإثيوبيا)، بحيث يضمن هذا الاتفاق حصتى مصر والسودان, وكذلك سلامة السد، وأمانه, وطريقة تشغيله مستقبلا.

ما بين مصر واليونان علاقات تاريخية ممتدة، وعميقة, وخلال السنوات الخمس الماضية ازدادت أواصر العلاقات القوية بين الدولتين، فى مختلف المجالات, كما يجمع بين الدولتين، وقبرص، آلية ثلاثية للتعاون, ويتم عقد اجتماعاتها بشكل دورى بين الدول الثلاث.

انعكس تطور العلاقات بين الدولتين إلى “تعيين” الحدود البحرية والاقتصادية فيما بينهما، مما كان له الأثر الأكبر فى تنمية اكتشافات الغاز والبترول, وأسسا معا، وقبرص، منتدى غاز شرق المتوسط, وهو المنتدى المفتوح للدول الأخرى، من أجل أن تتحول مياه البحر المتوسط إلى جسور للتعاون، والصداقة، بين جميع الدول المشاطئة له.