ليلة «30 يونيو»
نشر بالأهرام الأثنين 28-6
فى مثل هذا اليوم، منذ ٨ سنوات، كان السؤال المطروح: هل سيخرج الشعب بعد غد؟..
كانت كل المؤشرات تشير إلى مشاركة جماهيرية غير مسبوقة يوم ٣٠ يونيو، لكن على الجانب المقابل، كان الإخوان، ومن يدعمهم من الجماعات المتطرفة، والإرهابية، والفوضويين، يراهنون على حالة الإحباط، التى سيطرت على الكثيرين عقب أحداث ٢٥ يناير..
كان المناخ العام مشحونا إلى أقصى درجة ممكنة، وكانت هناك حالة من الاستقطاب العنيف، بعد أن انقسم الشارع المصرى إلى «مع، وضد» بشكل يذكرنى بما يحدث الآن فى لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن، من حيث تقسيم المجتمع حسب هويته الدينية، والسياسية، وغياب المواطنة، والاستقطاب العنيف بين الأوساط السياسية، والدينية، والحزبية..
وصلت الدولة المصرية إلى ما يشبه «الشلل الكامل» بعد أن انتشرت أعمال العنف، والبلطجة، وقطع الطرق، والشوارع، وتعطيل العمل فى المؤسسات، والمصانع، والشركات الخاصة والعامة على السواء..
لا فرق بين مصنع للغزل والنسيج، وبين ديوان للحكومة، أو شركة قطاع خاص، وشركة أخرى للقطاع العام..
الفوضويون يقفون أمام الأبواب، يستمتعون بتعطيل حركة العمل، وخزائن الدولة خاوية..
من يعرف الشعب المصرى، ومعدنه، الأصيل، كان يراهن على خروج الشعب، كما حدث فى ثورة عرابى، وثورة ١٩١٩، وثورة يوليو ١٩٥٢، وثورة ٢٥ يناير 2011.
الآخرون راهنوا على حالة الإحباط، نتيجة انقسام الشارع السياسى، وحالة الاستقطاب الحاد، وانهيار الخدمات، والشلل الاقتصادى، واختفاء السلع، وبالتالى، فقد تصوروا أن الشعب المصرى لن يكررها مرة ثانية، واطمأنوا إلى تقديراتهم الخاطئة...
... وللحديث بقية