مجلس الأمن اليوم!
نشر بالاهرام الخميس 8-7
مجلس الأمن اليوم!
بغض النظر عن القرار الصادر اليوم من مجلس الأمن, فقد نجحت مصر فى إدارة معركة السد الإثيوبى بدبلوماسية، واقتدار.
جلسة اليوم هى الجلسة الثانية لمجلس الأمن لمناقشة أزمة السد الإثيوبى الذى تحول إلى سد لكل أبواب النهضة فى القارة الإفريقية, وأصبح سدا للمشكلات، وإثارة القلاقل, وبدلا من أن يصبح أداة للتعاون، فقد تحول إلى مصدر للفتن، والاضطرابات.
نتمنى أن يكون هناك موقف دولى واضح يُلزم إثيوبيا العودة الجادة إلى طاولة المفاوضات، وفق برنامج زمنى محدد, ووفق إطار عام يضمن عدم الإضرار بدولتى المصب «مصر والسودان».
جهودا جبارة، قام بها الوفدان المصرى والسودانى، إلى جوار وفد الجامعة العربية، قبل انعقاد الجلسة، لتوضيح وجهة النظر «المصرية ــ السودانية» فى هذا الإطار, وفضح الأكاذيب الإثيوبية، وكشفها أمام المجتمع الدولى.
واشنطن رفضت الملء الأحادى, وحذرت منه, وأكدت أنه سيؤدى إلى زيادة التوتر، والاحتقان, ويزيد صعوبة الوصول إلى حل للأزمة, وهو موقف مُبشر, أتمنى أن تتم ترجمته اليوم فى جلسة مجلس الأمن، فى صورة دعم واضح من واشنطن، وبقية الدول الدائمة العضوية فى المجلس، لمشروع القرار التونسى المُقدم فى هذا الإطار.
فى كل الأحوال، فإن مصر والسودان رابحتان بامتياز، لأنهما نجحتا فى «تدويل» القضية، ومناقشتها أمام مجلس الأمن مرتين, ومن ثم يُصبح من حقهما اتخاذ كل الإجراءات الدبلوماسية، وغير الدبلوماسية، للحفاظ على حقوقهما.
أعتقد أن سلاح الوقت الذى حاولت إثيوبيا استخدامه لمصلحتها انقلب عليها، بعد أن نجحت مصر والسودان فى كشف عوار موقفها أمام المجتمع الدولى, وفقدت الحكومة الإثيوبية مصداقيتها أمام شعبها, وأمام شعوب العالم.