«صداع» الثانوية العامة!
نشر بالأهرام الأربعاء 28-7
الامتحانات صعبة.. لا الامتحانات سهلة.. وفى مستوى الطالب المتوسط.
عبارات نسمعها كثيرا، هذه الأيام، مع انتهاء كل يوم فى امتحانات الثانوية العامة, وللأسف، نسمع هذا الكلام منذ سنوات عديدة.. وإلى الآن.
كان آخر تلك الامتحانات، المثيرة للجدل، امتحان الفيزياء، يوم السبت الماضى, وانقسمت الآراء، بحدة، بشأنه, وتصاعد الجدل بعد وفاة طالبة داخل لجنة الامتحان.
وزارة التربية والتعليم أكدت أن الامتحانات كانت عادية, وأولياء الأمور، والطلاب يصفون الامتحانات بـ«التعجيزية», وبين هذا وذاك، تقف وسائل الإعلام، والسوشيال ميديا، تريد أن تقيم جسرا، دون جدوى.
ما يحيرنى هو أننا لم نسمع تلك الشكاوى، والمشكلات من الشهادات المعادلة العربية، والأجنبية والتى تسير فيها الأمور على ما يرام كل عام.
فى بداية تطبيق نموذج الثانوية العامة الجديد، كنا نتمنى أن يستلهم التطوير تلك النماذج من الشهادات الأجنبية، لإنهاء صداع الثانوية العامة إلى الأبد، لكن للأسف حتى الآن لم يحدث ذلك.
تطوير التعليم ضرورة ملحة، بعد غياب أعوام عديدة, والتطوير ليس سهلا فى كل الأحوال, لكن ليس مستحيلا، لأن هناك دولا كثيرة سبقتنا إلى ذلك، ونجحت فيه, وكان من الممكن «تمصير» تجربة من هذه التجارب، لتلائم واقعنا، بالإضافة إليها، أو الحذف منها، مع الحفاظ على مقوماتها الأساسية.
كفى معاناة لأولياء الأمور، والطلاب, واستنزافا ضخما لموارد الأسرة، نتيجة الخوف من «غول» الثانوية العامة، ذلك «الغول» الوهمى الجاثم فوق صدورنا منذ عشرات السنين ولم ينته بعد.