يحدث فى تونس
نشر بالأهرام الخميس 29-7
زرت تونس عدة مرات، وكان آخر تلك الزيارات عام 2019.
فى أثناء الزيارة، كان هناك موعد على العشاء فى منزل السفير المصرى بتونس، حضره عدد من الزملاء الصحفيين المصريين، والتوانسة.
دارت مناقشات واسعة بعد العشاء، وكانت الأزمة «المكتومة»، آنذاك، فى تونس بين حزب «النهضة» من جانب، والأحزاب الأخرى من جانب آخر، واضحة للعيان، رغم أنها لم تكن وصلت إلى مرحلة الانفجار بعد.
الانشقاق الواضح، والخطير، ذكرنى بما كان يحدث فى مصر اعتبارا من ٢٠١١ وحتى ٢٠١٤، قبل ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
توقعت، وقتها، أن الأمور لا يمكن أن تبقى هكذا، مادام المأزق الموجود هناك مستمرا دون علاج، وأن الصدام قادم لا محالة.
المشكلة أن الأزمة ازدادت عمقا، والهوة اتسعت أكثر، وأكثر، خلال العامين الماضيين، ومؤخرا توارى الحديث عن التوافق، وفى المقابل ازدادت حدة الانقسامات، والتوترات، داخل المجتمع التونسى.
أخطاء «النهضة» فى تونس صورة مكررة من أخطاء الإخوان، قبل ٢٠١٣، فى مصر، وإن كانت بدرجة أقل حدة فى البداية، إلا أنهم لم يتعلموا الدرس، وازدادت الانقسامات، واتسعت «الهوة»، بحيث وصل الأمر إلى «حتمية» الصدام كما حدث، أيضا، فى مصر عام 2013.
«كورونا» كان ورقة التوت، التى أسقطت «النهضة» فى تونس، بسبب فشله فى إدارة الأزمة، وتخبط الحكومة، ومع ذلك فقد كانت كورونا هى مجرد ورقة التوت الأخيرة التى عمقت الأزمة لكن سبقها دخول «تونس» إلى نفق الانقسامات، والصدام فى الشارع، والبرلمان، واحتدام الصراع بين أجهزة الدولة التنفيذية، والتشريعية الممثلة فى رئيس الدولة ورئيس الوزراء، والبرلمان, مما جعل الرئيس، قيس سعيد، يتصدى لمسئولياته، قبل أن تغرق تونس فى الفوضى.
قلبى مع الشعب التونسى الشقيق، وكل التقدير والاحترام لخياراته، والمهم أن «تتعافى» تونس بسرعة، لتصبح أفضل مما كانت.