معجزة الهجرة
نشر بالاهرام الاثنين 9-8
اليوم، بداية العام الهجرى الجديد، وهو المناسبة، التى تذكرنا بهجرة النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة، فى معجزة كبرى، لتكون بداية نصر الله لنبيه - عليه الصلاة والسلام.
قبل ذهابى لأداء مناسك الحج، كنت أتخيل أن المدينة قريبة من مكة، مثلما تكون الحال بين قريتين، أو مدينتين متجاورتين.
كنت أتخيل المسافة لا تزيد على ١٠ كيلومترات، أو ٢٠ كيلو مترا، على أكثر تقدير.
ظل ذلك التقدير الخاطئ معى، حتى سافرت إلى الحج، للمرة الأولى، منذ ١٠ سنوات، فى عام ٢٠١١، وسافرت من مكة إلى المدينة لزيارة مسجد رسول الله.
حينها، قطعت المسافة، فى نحو ٥ ساعات، بسيارات حديثة، ومجهزة، وسألت عن المسافة بين مكة والمدينة، وعرفت أنها أكثر من ٤٠٠ كيلو متر.
مسافة كبيرة، قطعها النبى، وصاحبه، وسط الفيافى، ولم تكن هناك طرق حديثة، أو سيارات، أو قطارات، أو أى وسيلة أخرى، غير الجمال، والحمير، والخيول.
قطع النبى تلك المسافة سيرا على الأقدام تارة، وعلى ظهر الناقة تارة أخرى.
حدث هذا، فى وقت كان كل رجال مكة من المشركين ، الذين لم يدخلوا الإسلام، متربصين بالنبى، وأعدوا العدة لقتله، واتفقوا على ذلك فيما بينهم.
خرج الرسول الكريم، بعد أن أغشى الله عيون الرجال المحاصرين بيته، وذهب، هو وصديقه الصدوق، أبوبكر، وسارا، يحرسهما الله سبحانه وتعالى، فى رحلة مثيرة، وعظيمة، حتى وصلا بأمان الله، وحفظه، إلى المدينة المنورة (إلا تنصروه فقد نصره الله)، لتبدأ صفحة جديدة من التاريخ الإسلامى، والانتصارات، والفتوحات الكبرى.
صفحة مهمة لكل البشرية، فى ضرورة التمسك بالأمل، والاجتهاد، والإيمان المطلق بنصر الله.. وكل عام أنتم بخير.