نشر بالاهرام الخميس 12-8

«الذهب الأبيض»، هذا هو اللقب الدائم للقطن المصرى، الذى ظل عقودا طويلة ملكا متوجا على عرش الزراعة المصرية.

كان هو المحصول الرئيسى للمزارع المصرى, وفى موسم الجنى، تنطلق فرق العمل فى كل قرى مصر، التى تتحول إلى «فرح كبير»، ينتظر فيه المزارعون حصاد تعب، وجهد السنة كلها.

من خلال بيع المحصول للحكومة، كان يقوم المزارع بترتيب أحواله المعيشية، والاجتماعية.

للأسف الشديد، تدهور محصول القطن، بعد انصراف الدولة عن الاهتمام به, وترك المزارعين نهبا لمضاربات التجار.

انصراف الدولة عن تبنى محصول القطن أعقبه انصراف المزارعين أيضا, فقد هجروا زراعته إلى زراعة محاصيل الخضر، والفاكهة، التى حققت لهم عائدا أكبر، وأسرع.

فى ملتقى «الأهرام» الزراعى الأول، وخلال المعرض المصاحب له، شاهدت قطنا بألوان أخرى غير اللون الأبيض.

كنت أعتقد أن القطن قد مر بعملية «الصباغة»، لكن جاءت إجابة وزير الزراعة, السيد القصير, قاطعة؛ أن هذا هو اللون الطبيعى للقطن، بعد أن تم استحداث أنواع جديدة بألوان مختلفة غير اللون الأبيض.

شىء مدهش حقيقى، أن تمتلك مصر هذه الإمكانات الرائعة، وأن تنجح وزارة الزراعة فى استحداث، واستنباط أنواع جديدة من سلالات بذور القطن.

أعتقد أن محصول القطن يحتاج إلى إعادة نظر من الحكومة، لأن مصر تنتج القطن «طويل التيلة», وتقوم بتصدير معظم إنتاجها منه إلى الخارج، فى حين أننا نستورد القطن «قصير التيلة».

القضية تحتاج إلى دراسة، وإعادة نظر، ليعود القطن ملكا متوجا مرة أخرى، فى ظل الثورة الصناعية الشاملة، التى تشهدها مصرالآن.