«تنظيم» الدعم

 

نشر بالأهرام الأثنين 16-8

طمأن الرئيس عبدالفتاح السيسى المواطنين، أمس الأول، حينما أشار إلى أنه لن يتم إلغاء الدعم، بل سيعاد تنظيمه، وعاد ليؤكد، مرة أخرى، «أنا مش هلغى الدعم ولا حاجة، متخافوش، أنا هاعيد تنظيمه».

كلام واضح، وصريح، ولا لبس فيه، فالدعم باقٍ لمن يستحق، وليس من العدل فى ذلك أن يتساوى الغنى والفقير، ولن يزاحم الأغنياء الفقراء فى الدعم.

فى بداية مشروع «تكافل وكرامة»، تقدمت أعداد كبيرة من غير المستحقين، اعتقادا أن المشروع يوفر معاشا شهريا لكل المواطنين غير المؤمن عليهم، وغير المتمتعين، بمزايا تأمينية.

بصعوبة بالغة، تمت تنقية الكشوف، وخلال عملية التنقية، وقعت أخطاء، كان من ضحاياها بعض المستحقين، الذين استردوا حقهم المسلوب بصعوبة بالغة.

ما حدث فى «تكافل وكرامة» يحدث فى كل أشكال الدعم المختلفة، سواء دعم رغيف الخبز، أو غيره، حتى تضخم الدعم ووصل إلى أرقام ضخمة ترهق كاهل الميزانية.

الدولة، الآن، تعيد «تنظيم» الدعم، من خلال مشروع «تطوير الريف المصرى»، وهو مشروع القرن، الذى يستفيد منه 60% من الشعب المصرى فى قرى مصر، وتوابعها.

أيضا، فإن إقامة مساكن بديلة للمستحقين من سكان العشوائيات تدخل فى إطار «تنظيم» الدعم، ووصوله إلى المستحقين، لأن سكان هذه المناطق كانوا يعيشون فى ظروف غير آدمية على الإطلاق، بل إن بعض هذه المساكن كان يدخل فى إطار المساكن الخطيرة، التى تهدد حياة ساكنيها.

حجم الدعم السنوى، كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى، يبلغ نحو 275 مليار جنيه، وهو رقم ضخم، ولن يتم المساس به، لكن ستتم إعادة تنظيمه، بحيث يصل إلى المستحقين فعليا، سواء من خلال رغيف الخبز، أو السكن اللائق، أو مشروعات «تطوير» الريف، أو مشروعات «الحماية الاجتماعية» الأخرى.

المهم، أن يصل الدعم إلى المستحقين فعلا، وهو الهدف الذى لا يختلف عليه أحد، بعيدا عن المزايدات.

Back to Top