الهروب الكبير..!
نشر بالأهرام الأربعاء 18-8
على غرار أفلام السينما الأمريكية، وقع الهروب الكبير من القادة، والسياسيين فى أفغانستان, وكانت المفاجأة الكبرى؛ هروب الرئيس أشرف غنى، الذى فر إلى خارج البلاد، بأمواله الطائلة, تاركا شعبه يواجه مصيره المحتوم.
قبل هروب الرئيس الأفغانى، خرج ليعلن التعبئة العامة, وأنه يعيد تنظيم صفوف الجيش، والشرطة للتصدى لمقاتلى حركة «طالبان».
خدعة كبرى، قام بها الرئيس أشرف غنى، فى الوقت الذى يقوم فيه بالإعداد للهروب خارج البلاد، ويتفق مع “طالبان” على تسليمها العاصمة.
سيناريو الهروب يوضح أن هناك اتفاقا ما، تم توقيعه بين الرئيس الهارب وحركة طالبان, لأن الحركة أرسلت وفدا لتسلم قصر الرئاسة من المسئول عنه، مما يؤكد أن هناك اتفاقا غير معلن، أو ربما يتم إعلانه قريبا.
ربما تكون الميزة الوحيدة لهروب أشرف غنى هى حقن الدماء, ووضع حركة «طالبان» أمام مسئولياتها بالداخل، والخارج.
لم تعد هناك ذريعة لحركة «طالبان» بأنها استولت على الحكم بالعنف، فهل سيرتقى زعماؤها إلى مستوى تلك المسئولية، ويمنعون الفوضى، والنهب، والسلب، وانتشار العنف؟!
الأيام القليلة المقبلة سوف تكشف ألغازا كثيرة، خاصة ما يتعلق بالدور الأمريكى فى تسليم أفغانستان إلى حركه «طالبان», وكذلك فيما يتعلق بأسلوب قادة طالبان، وقدرتهم على القيام بمهام مسئولية الحكم.
مشكلات كثيرة تنتظر الشعب الأفغانى خلال الأيام المقبلة, وسوف يعيش الأفغان أياما صعبة, ربما تستمر إلى أجل غير معلوم، إذا حدث السيناريو الأسوأ، المتوقع، وتحولت أفغانستان إلى «قاعدة» جديدة لنشر العنف، والتطرف، والإرهاب فى كل مكان.